كان له يد طولى في الفقه، والفرائض، والحساب، مع المشاركة في فنون أخر [١] .
قرأ في الحساب على الجمال بن النّجار المقدسي الشافعي صاحب «بغية الرائض في علم الفرائض» . وكان لطيف المحاضرة، حسن المعاشرة، كثير المفاكهة والممازحة، معتقدا في الصوفية.
قال تلميذه ابن الحنبلي: كان يسمع الآلات، ويقول أنا ظاهري أعمل بقول ابن حزم الظّاهري.
وقال في «الكواكب» : وذكره شيخ الإسلام الوالد في «رحلته» فقال: الشيخ الإمام، والحبر الهمام، شيخ المسلمين أبو عبد الله محمد شمس الدّين الخناجري الشافعي، شيخ الفواضل والفضائل، وإمام الأكابر والأفاضل، وبدر الإنارة، المشرق لسري القوافل، وشمس الحقائق التي مع ظهورها النجوم أوافل، له المناقب الثواقب، والفوائد الفرائد، والمنهاج المباهج، وله بالعلم عناية تكشف العماية، ونباهة تكسب النزاهة، ودراية تقصد الرواية، ومباحثه تشوق ومناقشة تروق، مع طلاقة وجه، وتمام بشر، وكمال خلق، وحسن سمت، وخير هدى، وأعظم وقار، وكثرة صمت.
ثم أنشد:
ملح كالرياض غازلت الشم ... س رباها وافترّ عنها الربيع
فهو للعين منظر مونق الحس ... ن وللّنفس سؤدد مجموع
ومن لطائف القاضي جابر متغزلا موريا باسم صاحب الترجمة والبدر السيوفي شيخي حلب:
سللن سيوفا من جفون لقتلتي ... وأردفنها من هدبها بالخناجر
فقلت أيفتي في دمي قلن لي أجل ... أجاز السيوفي ذاك وابن الخناجري