للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها المولى عبد الرحيم بن علي بن المؤيد، المشهور بحاجي جلبي الرّومي القسطنطيني [١] الحنفي، عرف بابن المؤيد الفاضل العلّامة، أحد الموالي الأصلاء.

قال في «الشقائق» : كان أولا من طلبة العلم الشريف، وقرأ على المولى الفاضل سنان باشا، وعلى المولى خواجه زاده، وكان مقبولا عندهما، ثم سلك مسلك التصوف، واتصل بالشيخ العارف بالله محيي الدّين الإسكليبي، ونال عنده غاية متمناه، وحصل له شأن عظيم، وجلس للإرشاد في زاوية شيخه الشيخ مصلح الدّين السّيروزي [٢] ، وربّي كثيرا من المريدين.

قال: وبالجملة فقد كان جامعا بين الفضيلتين العلم والعمل، وكان فضله وذكاؤه في الغاية، لا سيما في العلوم العقلية وأقسام العلوم الحكمية، وقد ظهرت له كرامات.

وقال في «الكواكب» : ذكره والده، فقال: استفدت منه واستفاد مني، وأخذت عنه وأخذ عني، واستجزته لولدي أحمد ولمن سيحدّث لي من الأولاد، ويوجد على مذهب من يرى ذلك.

ومما أخذ عني كثيرا من مؤلفاتي، وأن كتابة «خلّاق عليم» [٣] ينفع لدفع الطاعون، فإنه مجرّب كما رواه لنا الأئمة الواعون.

ومما أفادني أن الإنسان إذا قال «ربّنا» خمس مرات ودعا استجيب له، واحتج بقوله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ من ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ ١٤: ٣٧ إلى قوله: رَبَّنا وَتَقَبَّلْ دُعاءِ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسابُ ١٤: ٤٠- ٤١ [إبراهيم: ٣٧- ٤١] . قال فاستحضرت في الحال دليلا آخر ببركته، وهو قوله تعالى: رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَكَ ٣: ١٩١ إلى قوله: رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ ٣: ١٩٤ الآية وهي [آل عمران: ١٩١- ١٩٤]


[١] ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (٢٥٨) .
[٢] في «آ» : «السروزي» وفي «ط» : «السروري» والتصحيح من «الشقائق النعمانية» .
[٣] استعارة من قوله تعالى: إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ ١٥: ٨٦ [الحجر: ٨٦] .

<<  <  ج: ص:  >  >>