للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ أبي بكر بن داود بالسفح ووقت سيدي سعد بن عبادة بالمنيحة، وكان شديد السواد، عظيم الخلقة، له همّة عظيمة، وقوة بأس، وشدة، وله معرفة تامة بالنغمة، والصيد، والسباحة، يغوص في تيار الماء ويخرج وبين أصابع يديه ورجليه السمك، وحجّ ومعه جماعة من أصحابه، فلما دخلوا مكّة فرغت نفقتهم، فقال لبعض أصحابه: خذ بيدي إلى السوق واقبض ثمني واصرفه على بقية الجماعة، ففعل ذلك، واشتراه بعض تجار العجم، ثم أعتقه.

قال ابن طولون: والشيخ مبارك هو الذي أحدث اللهجة في الذكر. قال:

وحقيقتها أنهم يذكرون إلى أن يقتصروا من الجلالة على الهمزة والهاء، لكنهم يبدّلون الهاء حاء مهملة، فيقولون اح اح.

وتوفي يوم الخميس مستهل ربيع الأول ودفن بتربة القابون التحتاني.

وفيها شمس الدّين محمد بن عبد القادر بن أبي بكر بن الشّحّام العمري [١] الحلبي [٢] الموقت الفقيه.

سمع الحديث المسلسل بالأولية على المحدّث عبد العزيز بن فهد المكّي، وكان ديّنا، خيّرا، رئيسا بجامع حلب.

قال ابن الحنبلي: قرأت عليه في الميقات.

سافر إلى دمشق فمرض بها، وتوفي بيمارستانها.

وفيها شمس الدّين محمد الظني [٣] الشافعي العالم المعتقد.

كان يؤدّب الأطفال، وفي آخر عمره استمرّ مؤدّبا لهم بالقيمرية الجوانية، وأعطي مشيخة القرّاء بالشامية البرّانية وباشرها أشهرا، ثم مات عنها يوم الخميس رابع المحرم.


[١] ترجمته في «در الحبب» (٢/ ٢٨١- ٢٨٢) و «الكواكب السائرة» (٢/ ٤٣) .
[٢] لفظة «الحلبي» سقطت من «آ» .
[٣] ترجمته في «الكواكب السائرة» (٢/ ٧١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>