للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى الفقراء في منازلهم ويعالجهم ويفاقرهم [١] ، وربما لم يأخذ شيئا، وقد يعطي الدواء من عنده أو يركّبه من كيسه.

وكان في آخره يتلو القرآن في ذهابه وإيّابه من الصالحية إلى دمشق.

وكان ساكنا بالصالحية بالقرب من الجامع الجديد.

وكان حسن المحاضرة، جميل المذاكرة، وله شعر وسط.

وتوفي ثامن عشر جمادي الأولى بالصالحية ودفن تجاه تربة السّبكيين وتأسف الناس عليه.

وفيها الشيخ علي، المعروف بالذويب [٢] ، الصالح المكاشف.

أقام بمصر نحو عشرين سنة، ثم نزل إلى الرّيف، وظهرت له كرامات وخوارق.

أخذ عن الشيخ محمد العدل الطناخي وغيره.

وكان ملاميا يلبس تارة لباس الحمّالين وتارة لباس التّراسين.

ولما مات وجدوا في داره نحو ثمانين ألف دينار، مع أنه كان متجردا من الدنيا.

قال الشعراوي: اجتمعت به مرة واحدة عقب منام رأيته، وذلك أني سمعت قائلا يقول لي في المنام: الشيخ علي الذويب قطب الشرقية، ولم أكن أسمع به أبدا، فسألت الناس عنه فقالوا لي: هذا رجل من أولياء الله تعالى.

قال [٣] : وكان يمشي كثيرا على الماء، فإذا أبصره أحد اختفى.

وكان يرى كل سنة بعرفة، ويختفي من الناس إذا عرفوه. انتهى وفيها زين الدّين عمر التنائي [٤] المالكي، الشيخ العلّامة المصري.


[١] في «آ» : «ويفارقم» وهو تحريف.
[٢] ترجمته في «الكواكب السائرة» (٢/ ٢١٩) و «الطبقات الكبرى» للشعراني (٢/ ١٣٦) .
[٣] القائل الشعراوي ويقال له الشعراني أيضا.
[٤] ترجمته في «الكواكب السائرة» (٢/ ٢٢٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>