للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خرج من بلاده يريد الحجّ في جمّ غفير من مريديه، فدخل القسطنطينية في دولة السلطان سليمان، فأكرم مثواه هو وأركان دولته، وتلقّن السلطان منه الذّكر، ثم دخل حلب وقرأ بها الأوراد الفتحية على وجه خشعت له القلوب وذرفت منه العيون.

قال ابن الحنبلي: وسألته عن وجه قوله في نسبته الأحمدي، فقال: هي نسبة إلى جدّي مير أحمد أحد شيوخ جام في وقته. قال: ونسبي متصل بجابر بن عبد الله البجلي.

قال: واستخبرته عن شيخه في الطريق فقال: هو حاجي محمد الجوشاني.

قال وسألته تلقين الذكر فلقّنني إيّاه. وكتب لي دستور العمل، ولكن بالفارسية، ثم حجّ، وتوجه إلى بلاده، وتوفي ببخارى.

قال ابن الحنبلي: وكان محدّثا، مفسّرا، مستحضرا للأخبار، معدودا من أرباب الأحوال، والصواب أنه توفي سنة ثلاث وستين [١] .

وفيها عبد اللطيف الخراساني الحنفي [٢] العالم العلّامة.

دخل دمشق سنة تسع وثلاثين حاجّا، فنزل بالصالحية، وظهر علمه وعمله خصوصا في التفسير.

وفيها عيسى باشا بن إبراهيم الرّومي [٣] الحنفي أمير أمراء دمشق.

كان له أولا اشتغال بالعلم، وصار مدرّسا بعدة مدارس، حتى اتصل إلى إحدى الثمان، ثم صار موقّعا بالديوان السّلطاني، ثم ولي الإمارة في بعض البلاد، ثم إمارة حلب فأحسن فيها السيرة، ثم إمارة دمشق وعزل منها ثم أعيد إليها ورسخ فيها.


[١] يعني وتسعمائة.
[٢] ترجمته في «الكواكب السائرة» (٢/ ١٨٣) .
[٣] ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (٢٥٤) و «در الحبب» (١/ ٢/ ١٠٥٦- ١٠٦٠) و «الكواكب السائرة» (٢/ ٢٣٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>