للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكتب الستة، و «الشفا» لعياض، وغيرها، وعلى السيد السّمهودي بعضها، وتاريخه «الوفا» و «فتاواه» وألبسه خرقة التصوف، ولما عاد إلى مكّة أكثر على والده من قراءة الكتب الكبار والأجزاء الصغار، وانتفع بإرشاده، وخرّج الأسانيد والمشيخات لجماعة من مشايخه وغيرهم، واستوفى ما عند مشايخ بلده من السّماع [١] ، ورحل إلى مصر، والشام، وبيت المقدس، وحلب، واليمن، وأخذ بها وبغيرها من البلدان عن نحو السبعين من المسندين، وأجازه خلق كثيرون جمعهم في مجمع حافل، ولازم الشيخ عبد الحق السّنباطي، وخرّج له «مشيخة» اغتبط بها، وكذا المحبّ النّويري وغيرهما، من الأكابر، وبرع في العلوم العقلية، والشرعية، ودخل بلاد الرّوم، ورزق الأولاد، وحدّث بالحرمين وغيرهما.

وتوفي ليلة الثلاثاء خامس عشر جمادى الآخرة.

وفيها- ظنّا- المولى داود بن كمال أحد موالي الرّوم [٢] .

قال في «الشقائق» : كان عالما، فاضلا، ذكيا مدقّقا، له يد طولى في العلوم، كريم الطبع، مراعيا للحقوق، قوّالا بالحقّ، لا يخاف في الله لومة [٣] لائم.

اشتغل في طلب العلم حتّى توصّل إلى خدمة المولى الفاضل ابن الحاج حسن، ثم انتقل إلى خدمة المولى ابن المؤيد، ثم ولي التداريس، ثم صار قاضيا بمدينة بروسا مرّتين، ثم اختار التقاعد، فعيّن له كل يوم مائة درهم عثماني، ولم يشتغل بالتّصنيف، ومات على ذلك.

وفيها شاهين بن عبد الله الجركسي [٤] العابد الزاهد، بل الشيخ العارف بالله تعالى، الدّال عليه والمرشد إليه.


[١] في «آ» : «واستوفى ما عند مشايخه من السماع» .
[٢] ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (٢٣٩) و «الكواكب السائرة» (٢/ ١٤٢- ١٤٣) .
[٣] في «آ» : «لومة» ولفظة «لائم» لم ترد فيها.
[٤] ترجمته في «الكواكب السائرة» (٢/ ١٥٠- ١٥١) و «الطبقات الكبرى» للشعراني (٢/ ١٨٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>