للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن الحنبلي [١] : ومما من الله به على صاحب الترجمة سرعة الإنشاء بحيث لو أخذ في وضوء صلاة الجمعة، وطلب منه أن يخطب لعمل على البديهة في سرّه خطبة عجيبة [غريبة] ، وخطب بها حالا، ولم يتوقف على رسمها ورقمها [٢] مآلا.

قال: وكان دمث الأخلاق، جمالي المشرب، عنده طرف جذبة [٣] .

وبالجملة فقد كان من خيار الأخيار [٤] ، وآثاره من بديع الآثار [٥] ، ولله درّه فيما أنشدنيه من شعره:

تنفّس قلب الصّب في كلّ ساعة ... لأكؤس همّ ذا الزّمان أدارها

إلى الله أشكو أنّ كل قبيلة ... من الناس قد أفنى الحمام خيارها

وتوفي بمدينة حماة في أوائل رمضان، رحمه الله تعالى.

وفيها المولى شمس الدّين محمد بن العلّامة على الفناري الحنفي [٦] أحد الموالي الرّومية.

قرأ على والده في شبابه، وبعد وفاته على المولى خطيب زاده، والمولى أفضل الدّين، وترقّى في المدارس حتى صار مفتيا أعظم، واشتغل بإقراء التفسير والتّصنيف، وألّف عدة رسائل، وحواش على «شرح المفتاح» للسيد، وغير ذلك.

وكان آية في الفتوى، باهرا فيها، وله احتياط في المعاملة مع الناس، متحرزا عن حقوق العباد، محبّا للفقراء والصلحاء، لا تأخذه في الله لومة لائم.

توفي بالقسطنطينية، ودفن بجوار أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه.


[١] انظر «درّ الحبب» (٢/ ١/ ١٧٢) وقد نقل المؤلف عنه بتصرف وما بين الحاصرتين مستدرك منه.
[٢] لفظة «ورقمها» لم ترد في نسخة «درّ الحبب» الذي بين يدي.
[٣] في «آ» و «ط» : «جذب» والتصحيح من «درّ الحبب» مصدر المؤلف.
[٤] في «آ» و «ط» : «من أخيار الأخيار» وما أثبته من «درّ الحبب» .
[٥] في «درّ الحبب» : «من أثير بديع الآثار» وانظر حاشيته.
[٦] ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (٢٢٩- ٢٣٠) و «الكواكب السائرة» (٢/ ٥٢) و «معجم المؤلفين» (١١/ ٧٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>