للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها محيي الدّين عبد القادر بن لطف الله بن الحسن بن محمد بن سليمان بن أحمد الحموي ثم الحلبي السّعدي العبّادي الشافعي [١] المقرئ ابن المقرئ ابن المقرئ، ويعرف بابن المحوجب، أحد أكابر حفّاظ القرآن العظيم، ورئيس قراءته بالجماعة بحلب.

ولد سنة تسع وستين [٢] وثمانمائة، وقرأ القرآن العظيم بحماة برواية أبي عمرو سبع مرات على عالمها ومحدّثها ومقرئها عبد الرحمن البرواني قاضي الحنابلة بها، ثم قطن حلب فأقرأ بها مماليك نائب قلعتها، ثم انحصرت فيه رئاسة القرّاء بها، وكان البدر السيوفي يحبّ قراءته، ويميل إليه، ويعظّمه، حتى تلا عليه الفاتحة برواية أبي عمرو، واستجازه مع جلالته لما علم له من السّند العالي [٣] .

قال ابن الحنبلي: وكان مبتلى بعلم جابر [٤] مشغوفا بالتزوج، حتى [إنه] تزوج أكثر من ثلاثين امرأة.

وفيها المولى عبد الكريم [٥] الملقّب بمفتي شيخ الرّومي الحنفي، مفتي التخت السلطاني، الإمام العلّامة، العارف بالله تعالى.

ولد بمدينة كرماسي، وحفظ القرآن العظيم، واشتغل على علماء عصره، ووصل إلى خدمة المولى بالي الأسود، ثم سلك طريقة التصوف، وصحب العارف إمام زاده، ثم جلس بأياصوفيا بقسطنطينية مشتغلا بالإرشاد والفقه، حتى أتقن مسائله، وعيّن له السلطان سليمان كل يوم مائة عثماني ونصّبه مفتيا فأفتى، وظهرت مهارته في الفقه، وملك كتبا كثيرة، وكان يطالع فيها غالب أوقاته، وكان يعظ الناس، ولكلامه تأثير في القلوب، وله في كل سنة خلوة أربعين يوما يحفر له سربا كالقبر ويصلي فيه ولا يخرج للناس، وتحكى عنه كرامات كثيرة.


[١] ترجمته في «درّ الحبب» (١/ ٢/ ٨٣٣- ٨٣٥) و «الكواكب السائرة» (٢/ ١٧٥) .
[٢] لفظة «وستين» سقطت من «آ» .
[٣] أي إلى ابن عائشة كما في «الكواكب السائرة» مصدر المؤلف.
[٤] أي بالكيمياء نسبة إلى جابر بن حيّان الفيلسوف الكيميائي الشهير.
[٥] ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (٣١٤- ٣١٥) و «الكواكب السائرة» (٢/ ١٧٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>