للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان معطّل الحواس جملة من شدة الرياضة، وكان مع ذلك حلو المحاضرة، حافظا لنوادر الأخبار وعجائب المسائل، كريم الأخلاق، متواضعا، حجّ في سنة ثلاثين وتسعمائة، ورجع على الطريق المصري، ودخل دمشق، فنزل ببيت الكاتب بمئذنة الشحم، وتردد إليه الأفاضل، ورفعت إليه أسئلة فكتب عليها كتابة عجيبة.

وتوفي مفتيا بالقسطنطينية.

وفيها علي العيّاشي [١] .

قال المناوي في «طبقاته» : هو المعروف بالتعبد، المشهور بالتزهّد، أجلّ أصحاب الشيخ أبي العبّاس الغمري والشيخ إبراهيم المتبولي.

مكث نحو سبعين سنة لا يضع جنبه إلى الأرض إلّا عن غلبة، ويصوم يوما ويفطر يوما، ولم يمسّ بيده دينارا ولا درهما، ولا يغسل عمامته إلّا من العيد إلى العيد.

وكان إذا ذكر ينطق قلبه مع لسانه فلا يقول السامع إلّا أنهما اثنان يذكران.

قال الشعراوي: أول اجتماعي به رأيته يذكر ليلا فاعتقدت أنهما اثنان، فقرّبت منه فوجدته واحدا، وكان كثيرا ما يرى إبليس فيضربه، فيقول له: لست أخاف من العصا إنما أخاف من النّور الذي في القلب.

مات بالمنزلة. انتهى وفيها- تقريبا- علي الإثميديّ المصريّ المالكيّ [٢] الإمام العالم الصّالح المحدّث.

أخذ الطريق عن سيدي محمد بن عنان، واختصر كثيرا من مؤلفات الشيخ جلال الدّين السيوطي، ومؤلّفاته حسنة. وكان يعظ الناس في المساجد، مقبلا على الله تعالى، حتى توفي ويده تتحرك بالسّبحة ولسانه مشغول بذكر الله تعالى.


[١] ترجمته في «الكواكب السائرة» (٢/ ٢٢٢) و «الطبقات الكبرى» للشعراني (٢/ ١٨٨) .
[٢] ترجمته في «الكواكب السائرة» (٢/ ٢٢٣) و «معجم المؤلفين» (٧/ ٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>