للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على ابن المؤيد فابتهج به، ثم صار مدرّسا بمدرسة علي باشا بالقسطنطينية، وكتب بها حواشي على مواضع من شرح المواقف للسيد، ثم صار مدرّسا بمدينة أزنيق، وكتب هناك راسلة في الهيولي عظيمة الشأن، ثم أعطي إحدى الثماني، وكتب بها شرحا على «التجريد» ثم درّس بأياصوفيا.

وألّف كتابا سمّاه «مدينة العلم» ثم تقاعد، وعيّن له كل يوم سبعون عثمانيا، وأكب على الاشتغال والإشغال ليلا ونهارا، لا يفتر، وأتقن العلوم العقلية، ومهر في الأدبية، ورسخ في التفسير.

وألّف رسائل كثيرة، منها «نقطة العلم» ومنها «السبعة السّيارة» .

وكان له أدب ووقار، رحمه الله تعالى.

وفيها شمس الدّين أبو اللطف محمد بن خليل القلعي الدمشقي الشافعي [١] إمام جامع الجوزة بالقرب من قناة العوني.

كان فاضلا، صالحا، زاهدا، ورعا كوالده، متعفّفا، يعتزل الناس، ويخدم نفسه، سالكا طريق السّلف، مؤثرا لخشونة العيش، يلبس العباءة، له زاوية يقيم بها الوقت يذكر الله على طريقة حسنة.

وكانت له خطبة بليغة نافعة وموعظة من القلوب واقعة.

وتوفي يوم الاثنين ثالث جمادى الأولى.

وفيها شمس الدّين محمد بن عمر البقاعي الشافعي المذوخي [٢]- بمعجمتين، نسبة لقرية مذوخا بالضم من عمل البقاع-.

حفظ القرآن العظيم، واشتغل بالعلم، وحصّل، وفضل، وكره الأكل من الأوقاف، فرجع إلى بلدته المذكورة، وتعاطي الزراعة، فأثرى وتموّل، ورحل إلى مصر، فاشتغل بها قليلا، ثم رجع إلى بلده فأمّ بها. وخطب وصار يدعو أهلها إلى طاعة الله تعالى إلى أن توفي بها ليلة الجمعة خامس المحرم.


[١] ترجمته في «الكواكب السائرة» (٢/ ٣٤) .
[٢] ترجمته في «الكواكب السائرة» (٢/ ٥٦- ٥٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>