للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي «تاريخ ابن الحنبلي» أنه مرّ بحلب سنة إحدى وخمسين متوجها إلى إسلام بول [١] لعزله عن عصرونية حماة، وأنه أنشده للبهاء الفصي البعلي الشافعي:

إن صار [٢] عبدك حيث شئت تواضعا ... لجلال قدرك ما تعدّى الواجبا

فلئن تأخّر كان خلفك خادما ... ولئن تقدّم كان دونك حاجبا

ثم توجه إليها [٣] مرة أخرى، فتوفي بالقسطنطينية في المحرم، ودفن بالقرب من ضريح أبي أيوب الأنصاري، رضي الله عنه.

وفيها عبد القادر السّبكي المصري المجذوب [٤] .

قال في «الكواكب» : كان مجذوبا، ثم أفاق في آخر عمره، وصار يصلّي ويقرأ كل يوم ختمة، مع بقاء أحواله من الكشف. ورؤي وهو راكب حمارته يسوقها على الماء أيام وفاء النيل.

وكان يخدم الأرامل ويشتري لهم الحوائج، ويضع كل ما يشتريه في إناء واحد من زيت، وشيرج، وعسل، وربّ، وغير ذلك، ثم يعطي كل واحدة حاجتها من غير اختلاط.

وكان تارة يلبس زي الجند، وتارة زي الريافة، وتارة زي الفقراء، وكان يعطب من ينكر عليه.

مات في جمادى الآخرة انتهى.

وفيها الشريف الفاضل جمال الدّين محمد بن علي بن علوي خرد باعلوى [٥] صاحب كتاب «غرر البهاء» . قاله في «النور» .


[١] يعني إستانبول.
[٢] في «آ» : «إن سار» .
[٣] في «ط» : «إليه» .
[٤] ترجمته في «الكواكب السائرة» (٢/ ١٧٦) و «الطبقات الكبرى» للشعراني (٢/ ١٨٤- ١٨٥) .
[٥] ترجمته في «النور السافر» ص (٢٥٢) و «الأعلام» (٦/ ٩٢) و «معجم المؤلفين» (١١/ ٢٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>