للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان ينظم بعدة لغات نظما جيدا منه:

كفاني كفاف النّفس ما أنا قاصد ... إلى دولة فيها الأنام خصام

فهل هي إلا نحو طيف لناعس ... وهل هي إلا ما يراه نيام

فيا عجبا للمرء يعقد قلبه ... على شهوات ضرهنّ [١] لزام

ولله صعلوك قنوع بحظّه ... وما معه عند اللئام لوام

قناعته أغنته عن كلّ حاجة ... فذاك أمير والزمان غلام

وتوفي في سابع عشري رمضان.

وفيها القاضي أبو الفتح محمد بن محمد بن عبد السلام بن أحمد الرّبعي التونسي الخروبي [٢] لإقامته بإقليم الخروب بدمشق [٣] ، نزيل دمشق المالكي الإمام العلّامة المفنّن.

قال في «الكواكب» : ولد ليلة الاثنين غرّة شهر ربيع الأول سنة إحدى وتسعمائة، ودخل دمشق قديما وهو شاب، فكان يتردّد إلى ضريح الشيخ محيي الدّين بن عربي، وأخذ عن شيخ الإسلام الوالد.

وكان فقيها أصوليا، يفتي الناس على مذهبه وفتاويه مقبولة، وله حرمة ووجاهة.

وكان علّامة في النحو، والصّرف، والمعاني، والبيان، والبديع، والعروض، والمنطق، وأكثر العلوم العقلية والنقلية.

وكان له الباع الطويل في الأدب ونقد الشعر، وشعره في غاية الحسن إلّا أنه كان متكيفا، يأكل البرش والأفيون، لا يكاد يصحو منه، وربما قرأ الناس عليه في


[١] في «آ» و «ط» : «صرمهن» وهو تحريف والتصحيح من «العقد المنظوم» مصدر المؤلف.
[٢] ترجمته في «الكواكب السائرة» (٣/ ٢١- ٢٦) .
[٣] قلت: كان إقليم الخروب من أعمال دمشق قديما وهو الآن في الجنوب الشرقي من لبنان. انظر «غوطة دمشق» للعلّامة الأستاذ محمد كرد علي ص (١٠٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>