للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علوم شتّى وهو يسرد، فإذا فرغ القارئ من قراءته المقالة فتح عينيه وقرر العبارة أحسن تقرير.

وكان على مذهب الشعراء من التظاهر بمحبّة الأشكال والصور الحسنة، حتى رمي واتّهم.

وكان هجاء يتفق له النكات في هجائه وفي شعره، ولو على نفسه.

وكان يقع في حقّ العلماء والأكابر وإذا وصله من أحدهم نوال مدحه وأثنى عليه، وكانوا يخافون من لسانه. وولي نيابة القضاء بالمحكمة الكبرى زمانا طويلا، مع الوظائف الدينية، وحمل عنه الناس العلم وانتفعوا به، وأنبل من تخرّج به في الشعر والعربية العلّامة [١] درويش ابن طالو مفتي الحنفية بدمشق. انتهى ملخصا ومن شعره مؤرخا عمارة الحمام الذي بناه مصطفى باشا تحت قلعة دمشق:

لما كملت عمارة الحمّام ... وازداد به حسن دمشق الشّام

قالت طربا وأرخت منشدة ... (حمّامك أصل راحة الأجسام) [٢]

ومنه مواليا موجها بأسماء الكواكب السبعة:

كم صدغ عقرب على مريخ خدّك دب ... وقوس حاجبك دايم مشتريه الصّب

وكم أسد شمس حسنك يا قمر قد حب ... والعاذل الثور في زهرة جمالك سب

وتوفي قاضيا في غرّة شوال ودفن بمقبرة باب الفراديس، وكانت له جنازة مشهودة حمل بها مصطفى باشا الوزير وهو إذ ذاك متولي الشام، ورثاه بعض أدباء عصره مؤرّخا وفاته فقال:

مذ عالم الدّنيا قضى نحبه ... منتقلا نحو جوار الإله

قد أغلق [٣] الفضل له بابه ... مؤرّخا [٤] مات أبو الفتح آه


[١] لفظة «العلّامة» سقطت من «آ» .
[٢] مجموعها في حساب الجمّل (٩٧٥) .
[٣] في «آ» و «ط» : «فأغلق» وما أثبته من «الكواكب السائرة» مصدر المؤلف.
[٤] مجموعها في حساب الجمّل (٩٧٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>