للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يحفظ أحد له هفوة في لفظ من ألفاظه من جهة إعراب أو تصريف، أو تقديم، أو تأخير، أو غير ذلك من هفوات الألسن. وما من درس من دروسه إلّا وهو مفتتح بخطبة مشتملة على الإشارة إلى كل ما اشتمل عليه ذلك الدرس على طريق براعة الاستهلال، وهكذا كانت مجالسه في الفقه والحديث، وكل علم يتصدى لتقريره، وله جملة تصانيف، منها «شرح مختصر على أبي شجاع» في الفقه، وكتب أيضا على أوائل «منهج القاضي زكريا» وله رسائل في أنواع من العلوم والمعارف والآداب، كرسالته في الاسم الأعظم، ورسالته في الصّلاة على النّبي صلّى الله عليه وسلم ورسالته في السّماع، وغير ذلك، وله ديوان شعر كبير منه قوله [١] :

ما أريض مفتّح الأزهار ... وبهيج مشعشع الأنوار

ولآل منظّمات عقودا ... لغوان عرائس أبكار

وشموس تضيء في أفق السّع ... د زها ضوؤها على الأقمار

وغصون بأيكها تسجع الور ... ق فتنسي ترنّم الأوتار

مثل قول الإله في حقّ جدّي ... ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما في الْغارِ ٩: ٤٠ [٢]

ومنه قصيدته الطويلة التي مطلعها [٣] :

ما أرسل الرّحمن أو يرسل ... من رحمة تصعد أو تنزل

في ملكوت الله أو ملكه ... من كلّ ما يختصّ أو يشمل

إلّا وطه المصطفى عبده ... نبيّه مختاره المرسل

واسطة فيها وأصل لها ... يفهم هذا كلّ من يعقل

ومنه [٤] :

إذا خطب ذنب علينا دجا ... أنرنا دجاه بنور الرّجا


[١] الأبيات في «النور السافر» ص (٤١٩) .
[٢] اقتباس من قوله تعالى في سورة التوبة الآية (٤٠) : ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما في الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنا ٩: ٤٠.
[٣] الأبيات في «النور السافر» ص (٤١٩) .
[٤] الأبيات في «النور السافر» ص (٤٢١- ٤٢٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>