للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو الفتور وقبل الميل قيل له ... إذ زاد في العقل أي بالقاف قيلوله

والنّوم بعد زوال بين فاعله ... وبين فرض صلاة كان ميلوله

وبعد عصر هلاكا مورثا وكذا [١] ... كقلّة العقل بالإهمال عيلوله

وكان إماما، علّامة.

وتوفي- رحمه الله تعالى- بالقدس الشريف في أواخر صفر.

وفيها الأستاذ الأعظم شمس الدّين محمد بن الشيخ أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عوض بن عبد الخالق بن عبد المنعم بن يحيى بن يعقوب بن نجم الدّين بن عيسى بن داود بن نوح بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصّدّيق، رضي الله عنه، البكري الصّدّيقيّ الشّافعي الأشعريّ المصري [٢] .

قال في «النور» : أخذ عن والده، والقاضي زكريا، وغيرهما. وكان من آيات الله في الدرس والإملاء، يتكلم بما يحيّر العقول ويذهل الأفكار، بحيث لا يرتاب سامعه في أن ما يتكلم به ليس من جنس ما ينال بالكسب، وربما كان يتكلّم بكلام لا يفهمه أحد من أهل مجلسه، مع كون كثير منهم أو أكثرهم على الغاية من التمكن في سائر مراتب العلوم، وكان إليه النهاية في العلم، حتّى كان بعض الأجلاء ممن يحضر دروسه يقول: لولا أن باب النّبوة سدّ لاستدلّينا بما نسمعه منه على نبوته.

وأما مجالسه في التفسير وما يقرّره فيها من المعاني الدقيقة والأبحاث الغامضة، مع استيعاب أقوال الأئمة، وذكر المناسبات بين السّور والآيات، وبين أسماء الذّات المقدس والصّفات، وما قاله أئمة الطريق في كل آية من علوم الإشارة، فمما يحيّر العقول ويدهش الخواطر، وجميع ما يلقيه بألفاظ مسجعة معربة موضوع كل لفظ في محلّه الذي لا أولى به.


[١] في «آ» : «وبعد عصر هلاك مورثا وكذا» وفي «ط» : «وبعد عصر هلاك كان مورثا وكذا» .
[٢] ترجمته في «النور السافر» ص (٤١٤- ٤٣٢) و «جامع كرامات الأولياء» (١/ ١٨٧- ١٩٣) و «الأعلام» (٧/ ٦٠- ٦١) و «معجم المؤلفين» (١١/ ٢٨١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>