للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوم [مرج] [١] دابق، وكانوا مائة ألف.

وفيها قتلت الخوارج غيلة معن بن زائدة الشّيبانيّ الأمير بسجستان، وكان قد وليها عام أوّل، وكان أحد الأبطال والأجواد. وكان مع بني أميّة متنقّلا في ولاياتهم، مواليا لابن هبيرة، وقاتل معه المنصور، فلما قتل ابن هبيرة خاف معن فاختفى، فلما كان يوم الهاشميّة- وهو يوم مشهود- ثار فيه جماعة من أهل خراسان على المنصور، وكانت وقعتهم بالهاشميّة التي بناها السّفّاح بقرب الكوفة، وكان معن متواريا بالقرب منهم، فخرج متنكّرا وقاتل قتالا شديدا أبان فيه عن نجدته وفرّقهم، فلما أفرج عن المنصور قال له: من أنت؟ فكشف اللثام وقال: أنا طلبتك [٢] يا أمير المؤمنين، فأمّنه وأكرمه، وصار من خواصه، وقال له: أنت الذي أعطيت مروان بن أبي حفص مائة ألف درهم على قوله:

معن بن زائدة الذي زيدت به ... شرفا على شرف بنو شيبان [٣]

فقال: إنما أعطيته على قوله:

ما زلت [٤] يوم الهاشميّة معلنا [٥] ... بالسّيف دون خليفة الرّحمن

فمنعت حوزته وكنت وقاية [٦] ... من وقع كلّ مهنّد وسنان


[١] زيادة من «دول الإسلام» للذهبي ص (٩٣) طبع مؤسسة الأعلمي ببيروت.
[٢] في الأصل، والمطبوع: «أنا طليبك» وأثبت ما في «مرآة الجنان» لليافعي (١/ ٣٣٥) مصدر المؤلف، وهو موافق لما في «مروج الذهب» للمسعودي (٣/ ٢٩٩) .
[٣] البيت في «الأغاني» لأبي الفرج الأصفهاني (١٠/ ٨٦) نشرة مؤسسة جمال في بيروت.
[٤] في المطبوع: «ما زالت» وهو خطأ.
[٥] في الأصل، والمطبوع: «معلما» وهو خطأ، والتصحيح من «مروج الذهب» للمسعودي (٣/ ٢٩٩) و «مرآة الجنان» لليافعي (١/ ٣٣٥) .
[٦] كذا في الأصل، والمطبوع، و «مرآة الجنان» ، وفي «مروج الذهب» و «الأغاني» (١٠/ ٨٦) ، و «وفيات الأعيان» (٥/ ٢٤٧) : «وقاءه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>