للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالت العرب: قد كنت أظنّ أن العقرب أشدّ لسعة من الزّنبور، فإذا هو هي، وقالوا أيضا: فإذا هو إياها، وهذا هو الوجه الذي أنكره سيبويه لمّا سأله الكسائيّ، وكان من خبرهما أنّ سيبويه قدم على البرامكة، فعزم يحيى بن خالد على الجمع بينهما، فجعل لذلك يوما، فلما حضر سيبويه تقدّم إليه الفرّاء، والأحمر [١] فسأله الأحمر [١] عن مسألة فأجاب فيها، فقال له:

أخطأت، ثم سأله ثانية وثالثة، وهو يجيبه، ويقول له: أخطأت، فقال [له سيبويه] [٢] : هذا سوء أدب، فأقبل عليه الفرّاء، فقال [له] [٣] : إن في هذا الرجل حدّة وعجلة، ولكن ما تقول فيمن قال: هؤلاء أبون ومررت بأبين؟

كيف تقول على مثال ذلك من وأيت أو أويت، فأجابه، فقال: أعد النظر، فقال: لست أكلّمكما حتّى يحضر صاحبكما، فحضر الكسائيّ، فقال له [الكسائيّ] [٤] : تسألني أو أسألك؟ فقال له سيبويه: سل أنت؟ فسأله عن هذا المثال، فقال سيبويه: فإذا هو هي، ولا يجوز النصب، وسأله عن أمثال ذلك نحو: خرجت فإذا عبد الله القائم، أو القائم، فقال [له] [٥] : كلّ ذلك بالرفع، فقال له الكسائيّ: العرب ترفع كلّ ذلك وتنصبه [٦] فقال يحيى: قد اختلفتما، وأنتما رئيسا بلديكما، فمن يحكم بينكما؟ فقال له الكسائيّ: هذه العرب


[١] في الأصل، والمطبوع: «وخلف» وهو خطأ تبع فيه المؤلف ابن هشام والتصحيح من حاشية التحقيق في «مغني اللبيب» ، وقد جاء في «الحاشية» أيضا «الأحمر» هو علي بن المبارك الكوفي تلميذ الكسائي المتوفى سنة (١٩٤) هـ، وإنما تضمنت القصة ذكر لقبه فقط، فظن ابن هشام، وصاحب «الإنصاف» ص (٧٠٣) قبله أنه «خلف الأحمر» البصري المتوفى سنة (١٨٠) هـ، والقصة في «مجالس العلماء» ص (٨) .
[٢] ما بين الحاصرتين زيادة من «مغني اللبيب» .
[٣] زيادة من «مغني اللبيب» .
[٤] زيادة من «مغني اللبيب» .
[٥] زيادة من «مغني اللبيب» .
[٦] في «مغني اللبيب» : «وتنصب» .

<<  <  ج: ص:  >  >>