للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ببابك، قد سمع منهم أهل البلدين، فيحضرون ويسألون، فقال يحيى، وجعفر [١] : أنصفت، فأحضروا، فوافقوا الكسائيّ، فاستكان سيبويه، فأمر له يحيى بعشرة آلاف درهم، فخرج إلى فارس، فأقام بها حتّى مات، ولم يعد إلى البصرة، فيقال: إن العرب [قد] [٢] أرشوا [٣] على ذلك، أو إنهم علموا منزلة الكسائيّ عند الرّشيد، ويقال: [إنهم] [٤] إنما قالوا القول قول الكسائيّ، ولم ينطقوا بالنصب، وإنّ سيبويه قال ليحيى: مرهم أن ينطقوا بذلك، فإنّ ألسنتهم لا تطوع به، ولقد أحسن الإمام الأديب أبو الحسن [حازم] [٥] بن محمّد الأنصاري [القرطاجنيّ] [٦] إذ قال في منظومته في النحو حاكيا هذه الواقعة والمسألة:

والعرب قد تحذف الأخبار بعد إذا ... إذا عنت فجأة الأمر الذي دهما

وربّما نصبوا بالحال بعد إذا ... وربّما [٧] رفعوا من بعدها ربما

فإنّ توالى ضميران اكتسى بهما ... وجه الحقيقة من إشكاله غمما

لذاك أعيت على الأفهام مسألة ... أهدت إلى سيبويه الحتف والغمما

قد كانت العقرب العوجاء أحسبها ... قدما أشدّ من الزّنبور وقع حما

وفي الجواب عليها هل إذا هو هي ... أو هل إذا هو إيّاها قد اختصما

وخطّأ ابن زياد وابن حمزة في ... ما قال فيها أبا بشر وقد ظلما


[١] في المطبوع: «جعفر، ويحيى» وما جاء في الأصل موافق لما في «مغني اللبيب» .
[٢] زيادة من «مغني اللبيب» .
[٣] في مغني «اللبيب» : (رشوا) .
[٤] زيادة من «مغني اللبيب» .
[٥] لفظة «حازم» زيادة من «مغني اللبيب» .
[٦] لفظة «القرطاجني» زيادة من «مغني اللبيب» .
[٧] في الأصل، والمطبوع: «وبعد ما» وقد أثبت ما في «مغني اللبيب» .

<<  <  ج: ص:  >  >>