للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغاظ عمرا عليّ في حكومته ... يا ليته لم يكن في أمره [١] حكما

كغيظ عمرو عليّا في حكومته ... يا ليته لم يكن في أمره حكما

وفجّع ابن زياد كلّ منتحب [٢] ... من أهله إذ غدا منه يفيض دما

كفجعة ابن زياد كلّ منتحب [٢] ... من أهله إذ غدا منه يفيض دما

فظلّ بالكرب مكظوما وقد كربت ... بالكرب أنفاسه أن يبلغ الكظما

قضت عليه بغير الحقّ طائفة ... حتّى قضى هدرا ما بينهم هدما

من كلّ أجور حكما من سدوم قضى ... عمرو بن عثمان مما قد قضى سدما

حسّاده في الورى عمّت فكلّهم ... تلفيه منتقدا للقول منتقما

فما النّهى ذمما فيهم معارفها ... ولا المعارف في أهل النّهى ذمما

فأصبحت بعده الأنفاس كامنة ... في كلّ صدر كأن قد كظّ أو كظما [٣]

وأصبحت بعده الأنفاس باكية ... في كلّ طرس [٤] كدمع سحّ وانسجما

وليّس يخلو امرؤ من حاسد أضم ... لولا التّنافس في الدّنيا لما أضما

والغبن في العلم أشجى محنة علمت ... وأبرح النّاس شجوا عالم هضما

انتهى كلام ابن هشام.

وقال شارحه الشّمنّي: ويقال: إن هذه الواقعة كانت سبب علّة سيبويه التي مات بها. انتهى.

حتّى إن النّاس لا تعرف غيره، وربما تشير إليه أبيات حازم المتقدّمة، والله أعلم.


[١] في الأصل، والمطبوع: «أمرها» ، وأثبت ما في «مغني اللبيب» .
[٢] في «مغني اللبيب» : «منتخب» .
[٣] هذا البيت والأبيات الخمسة التي سبقته لم ترد في «مغني اللبيب» الذي بين يدي.
[٤] الطرس: الصحيفة، ويقال: هي التي محيت ثم كتبت. قاله في «مختار الصحاح» ص (٣٩٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>