للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنك [١] رسول الله، فضحك المهديّ، وأحاطت به الخيل، ونزل إليه [٢] أبناء الملوك والأشراف، فطار قلب الأعرابيّ، ولم يكن همّه إلا النجاة [بنفسه] [٣] فجعل يشتد في عدوه، فردّ إليه [٤] فقال له المهديّ [٥] : لا بأس عليك، وأمر له بصلة جزيلة من مال، وكسوة، فقال له: أشهد أنك الآن صادق ولو ادّعيت الرابعة والخامسة، وضمّه في خواصّه، وأجرى له رزقا.

انتهى كلام المسعودي.

وأول من هنّأه، وعزّاه، وأجازه، أبو دلامة حيث يقول:

عيناي واحدة ترى مسرورة ... بأميرها جذلى [٦] وأخرى تذرف

تبكي وتضحك تارة ويسوؤها ... ما أنكرت ويسرّها ما تعرف

فيسوؤها موت الخليفة محرما ... ويسرّها أن قام هذا الأرأف

هلك الخليفة يال أمّة أحمد ... وأتاكم من بعده من يخلف [٧]

وقال عليّ بن يقطين: كنّا مع المهديّ بما سبذان [٨] فقال لي يوما:


[١] في الأصل، والمطبوع: «أنا» وأثبت ما في «مروج الذهب» .
[٢] في الأصل، والمطبوع: «ونزل به» وأثبت ما في «مروج الذهب» .
[٣] زيادة من «مروج الذهب» .
[٤] قوله «فرد إليه» لم يرد في «مروج الذهب» .
[٥] زيادة من «مروج الذهب» .
[٦] في الأصل، والمطبوع: «بأمانها جذلا» وأثبت ما في «تاريخ بغداد» .
[٧] الأبيات في «تاريخ بغداد» للخطيب البغدادي (٥/ ٣٩٢) من قطعة شعرية من ستة أبيات.
[٨] في الأصل: «بما سندان» وهو تصحيف، وأثبت ما في المطبوع وهو الصواب.
قال القزويني في «آثار البلاد وأخبار العباد» ص (٢٦٠) : ما سبذان مدينة مشهورة بقرب السيروان، كثيرة الشجرة، كثيرة الحمامات والكباريت والزاجات والبوارق والأملاح. بها عين عجيبة، من شرب منها قذف أخلاطا كثيرة، لكنه يضرّ بأعصاب الرأس، وإن احتقن بمائها أسهل إسهالا عظيما. وانظر «معجم البلدان» لياقوت (٥/ ٤١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>