للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصبحت جائعا فأتني [١] بأرغفة ولحم بارد [مطبوخ بالخلّ] [٢] ففعلت، ثم دخل البهو فنام، ثم نمنا نحن [في الدّار] [٣] في الرّواق، فانتبهنا لبكائه، فبادرنا إليه مسرعين، فقال: أما رأيتم [٤] ما رأيت؟ قلنا: ما رأينا شيئا. قال:

وقف على [الباب] [٥] رجل لو أنه في ألف رجل ما خفي عليّ صوته ولا صورته فقال:

كأنّي بهذا القصر قد باد آهله ... وأوحش منه ربعه ومنازله

وصار عميد القوم من بعد بهجة ... وملك إلى قبر عليه جنادله

فلم يبق إلّا ذكره وحديثه ... تنادي عليه معولات حلائله

قال عليّ: فما أتت على المهديّ بعد رؤياه هذه إلّا عشرة أيام حتّى توفي رحمه الله [٦] .

وفيها لما مات المهديّ، أرسلوا بالخاتم، والقضيب، إلى الهاديّ، فأسرع إلى البريد ودخل بغداد وبالغ [٧] في طلب الزنادقة، وقتل منهم عدّة.

وفيها خرج الحسين بن علي بن حسن بن حسن بن الحسن بن علي [٨] بن أبي طالب الحسنيّ [٩] بالمدينة وبايعه [١٠] عدد كثير، وحارب العسكر


[١] في «تاريخ الطبري» : «فأتي» .
[٢] زيادة من «تاريخ الطبري» .
[٣] زيادة من «تاريخ الطبري» .
[٤] في الأصل، والمطبوع: «ما رأيتم» وأثبت ما في «تاريخ الطبري» .
[٥] زيادة من «تاريخ الطبري» .
[٦] القصة في «تاريخ الطبري» (٨/ ١٧١) بسياق مقارب.
[٧] في «العبر» (١/ ٥٥) : «وبلغ» وهو تحريف فيصحّح فيه.
[٨] في المطبوع: «الحسين بن علي بن حسن بن حسن بن علي» . وانظر «تاريخ خليفة بن خياط» ص (٤٤٥) .
[٩] في «العبر» (١/ ٢٥٦) : «الحسيني» .
[١٠] في «العبر» : «وتابعه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>