للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العين، ناتئ الوجه، مائل الشّدّق، متراكب الأسنان، [ضعيف العارضين أحنف الرّجل] [١] ولكنه كان إذا تكلم جلّى عن نفسه، فجعل يفاخرنا ذات يوم بالبصرة، ونفاخره بالكوفة، فقلنا: الكوفة أغذى، وأمرأ، وأفسح، وأثيب، فقال له رجل: والله ما أشبه الكوفة إلا بشبابة صبيحة [٢] الوجه، كريمة الحسب، لا مال لها، فإذا ذكرت حاجتها كفّ النّاس عنها، وما أشبّه البصرة إلّا بعجوز ذات عوارض موسرة، فإذا ذكرت ذكر يسارها وذكرت عوارضها فكفّ عنها طالبها، فقال الأحنف: أما البصرة فإنّ أسفلها قصب، وأوسطها خشب، وأعلاها رطب، نحن أكثر ساجا، وعاجا، وديباجا، ونحن أكثر قيدا [٣] ونقدا، والله ما آتي البصرة إلّا طائعا ولا أخرج منها إلّا كارها. قال: فقام إليه شابّ من بكر بن وائل فقال: يا أبا بحر، بم [٤] بلغت في النّاس ما بلغت؟ فو الله ما أنت بأجملهم، ولا بأشرفهم، ولا بأشجعهم، قال: يا ابن أخي، بخلاف ما أنت فيه، قال: وما ذاك؟ قال بتركي ما لا يعنيني كما عناك من أمري ما لا [ينبغي أن] [٥] يعنيك. انتهى.

وحدّث عدة [من الأخباريين] [٦] من ذوي المعرفة بأخبار الدولة، أن موسى قال لهارون أخيه: كأني بك تحدّث نفسك بتمام الرّؤيا، وتؤمّل ما أنت منه [٧] بعيد، ومن دون ذلك خرط القتاد [٨] فقال هارون: يا أمير المؤمنين


[١] زيادة من «مروج الذهب» .
[٢] في الأصل: «بإنسانة صبيحة» ، وفي المطبوع: «بإنسانية قبيحة» ، وأثبت ما في «مروج الذهب» .
[٣] في «مروج الذهب» : «قندا» .
[٤] في الأصل، والمطبوع: «بما» وأثبت ما في «مروج الذهب» .
[٥] ما بين حاصرتين زيادة من «مروج الذهب» .
[٦] زيادة من «مروج الذهب» .
[٧] في «مروج الذهب» : «ما أنت عنه» .
[٨] في «مروج الذهب» : «خرط القناد» وهو تصحيف. وانظر «لسان العرب» (قتد) .

<<  <  ج: ص:  >  >>