للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالفتوى في زمانه بمصر، وكان سريّا [١] من الرّجال، نبيلا سخيّا، له ضيافته.

وقال يحيى بن بكير: ما رأيت أحدا أكمل من اللّيث، كان فقيه النفس، عربيّ اللسان، يحسن القراءة [٢] والنحو، ويحفظ الحديث والشعر، حسن المذاكرة.

وقال الشّافعيّ: كان اللّيث أفقه من مالك، إلّا أنه ضيّعه أصحابه.

قال ابن كثير [٣] : وقد حكى بعضهم أنه ولي القضاء بمصر وهو غريب.

وقال الذهبيّ في «العبر» [٤] : كان نائب مصر وقاضيها من تحت أوامر اللّيث، وإذا رابه من أحد [٥] شيء كاتب فيه فيعزل، وقد أراد المنصور أن يلي إمرة مصر فامتنع. مات يوم الجمعة رابع عشر شعبان سنة خمس وسبعين ومائة. انتهى ما قاله السيوطي في «حسن المحاضرة» .

وقال ابن الأهدل: أراده المنصور لولاية مصر فأبى، وتولى قضاءها.

وروي أن الإمام مالكا أهدى له صينية رطبا، فأعادها مملوءة ذهبا. وكان يتخذ لأصحابه الفالوذج، وكان يدخله في سنته ثمانون ألف دينار وما وجبت عليه زكاة، وكان لا يتغدّى كل يوم حتّى يطعم ثلاثمائة وستين مسكينا. انتهى.

ولعله أراد «يصبح على كلّ سلامي من أحدكم صدقة» الحديث [٦] .


[١] يعني شريفا. انظر «النهاية» لابن الأثير (٢/ ٣٦٣) .
[٢] كذا في الأصل: «يحسن القراءة» ، وفي المطبوع، و «حسن المحاضرة» : «يحسن القرآن» .
[٣] «البداية والنهاية» (١٠/ ١٦٦) .
[٤] «العبر في خبر من عبر» (١/ ٢٦٧) .
[٥] كذا في الأصل، والمطبوع، و «حسن المحاضرة» : «وإذا رابه من أحد» ، وفي «العبر» للذهبي: «وإذا رابه من أحدهم» .
[٦] رواه البخاري رقم (٢٧٠٧) في الصلح: باب فضل الإصلاح بين الناس والعدل بينهم، و (٢٨٩١) في الجهاد: باب فضل من حمل متاع صاحبه في السفر، و (٢٩٨٩) باب من أخذ

<<  <  ج: ص:  >  >>