للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في حكم حكمت [فيه] [١] بين اثنين من عبادك متعمّدا، ولقد اجتهدت في الحكم فيما يوافق سنّة نبيّك- صلى الله عليه وسلّم- وكلّ ما أشكل عليّ فقد جعلت أبا حنيفة بيني وبينك، وكان عندي والله ممّن يعرف أمرك ولا يخرج عن الحق وهو يعلمه.

وروي أن زبيدة ابنة جعفر [٢] امرأة الرّشيد أرسلت إليه بمال وعنده جلساؤه، فقال بعضهم: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «من أهديت له هديّة فجلساؤه شركاؤه فيها» [٣] فقال أبو يوسف: ذلك حين كانت الهدايا من الأقط والتمر.

وقال بعضهم: كان أبو يوسف يحفظ التفسير، والمغازي، وأيام العرب. وكان أقل علومه الفقه، ولم يكن في أصحاب أبي حنيفة مثله. وهو أوّل من نشر علم أبي حنيفة.

وسأله الأعمش عن مسألة فأجابه. فقال: من أين؟ قال من حديثك الذي حدّثتنيه أنت. فقال: يا يعقوب إني لأعرف الحديث قبل أن يجتمع أبواك، وما عرفت تأويله إلّا الآن.

وتناظر هو وزفر بن الهذيل عند أبي حنيفة، فأطالا، فقال أبو حنيفة


[١] لفظة «فيه» سقطت من الأصل، وأثبتها من المطبوع.
[٢] انظر ترجمتها ومصادرها في «الأعلام» للزركلي (٣/ ٤٢) .
[٣] ذكره الحافظ الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٤/ ١٤٨) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، بلفظ «من أهدي له هدية، وعنده قوم فهم شركاؤه فيها» وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه مندل بن علي وهو ضعيف، وقد وثق. قال الحافظ ابن حجر في «التقريب» : مندل بن علي العنزي أبو علي الكوفي، ويقال: اسمه عمرو، ومندل لقب.
ضعيف. وذكره أيضا الحافظ الهيثمي في «المجمع» (٤/ ١٤٨) من حديث الحسن بن علي رضي الله عنهما بلفظ «من أتته هدية وعنده قوم جلوس، فهم شركاؤه فيها» وقال: رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن سعيد العطار، وهو ضعيف. وذكره السيوطي في «الجامع الكبير» وزاد نسبته للعقيلي في «الضعفاء» وأبي نعيم في «الحلية» ، والبيهقي في «السنن» .

<<  <  ج: ص:  >  >>