قال الذهبيّ في «القسطاس في الذّبّ عن الثّقات» : فضيل بن عياض ثقة بلا نزاع، سيّد.
قال أحمد بن أبي خيثمة: سمعت قطبة بن العلاء يقول: تركت حديث فضيل بن عياض لأنه روى أحاديث أزرى على عثمان بن عفّان رضي الله عنه.
وحدّثنا عبد الصّمد بن يزيد الصّانع قال: ذكر عند الفضيل- وأنا أسمع- أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال: اتّبعوا فقد كفيتم، أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي رضي الله عنهم.
قلت: لا يقبل قول قطبة، ومن هو قطبة حتّى يسمع قوله واجتهاده، فالفضيل روى ما سمع، ولم يقصد غضّا ولا إزراء على أمير المؤمنين عثمان- رضي الله عنه- ففعل ما يسوغ، أفبمثل هذا يقول: تركت حديثه فهو كما قيل: «رمتني بدائها وانسلّت»[١] .
وقطبة، فقد قال البخاريّ: فيه نظر، وضعّفه النّسائيّ وغيره.
وأما فضيل فإتقانه وثقته لا حاجة بنا لذكر أقوال من أثنى عليه، فإنه رأس في العلم والعلم رحمه الله تعالى. انتهى كلام «القسطاس» .
وقال ابن الأهدل: أبو علي الفضيل بن عياض، قال ابن المبارك:
ما على ظهر الأرض أفضل منه.
وقال شريك: هو حجة لأهل زمانه.
وقال له الرّشيد: ما أزهدك! قال: أنت أزهد منّي، لأني زهدت في الدّنيا الفانية، وأنت زهدت في الآخرة الباقية.
[١] مثل ساقه البكري في «فصل المقال» ص (٩٢) بتحقيق الدكتور إحسان عبّاس، والدكتور عبد المجيد عابدين، طبع مؤسسة الرسالة، ودار الأمانة، وتكلم فيه عن قصته فراجعه فهو مفيد.