للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال له: يا حسن الوجه، أنت الذي أمر هذه الأمّة والعباد في يدك [١] وفي عنقك، لقد تقلّدت أمرا عظيما، فبكى الرّشيد وأعطى كل واحد من الحاضرين من العلماء والعباد بدرة- وهي عشرة آلاف درهم- فكلّ قبلها إلّا الفضيل، فقال له سفيان بن عيينة: أخطأت، ألا صرفتها في أبواب البرّ.

فقال: يا أبا محمد، أنت فقيه البلد [والمنظور إليه] [٢] وتغلط [مثل] [٢] هذا الغلط، لو طابت لأولئك طابت لي.

وقال: إذا أحبّ الله عبدا أكثر غمّه، وإذا أبغض وسّع عليه دنياه.

وقال: لو عرضت عليّ الدّنيا بحذافيرها لا أحاسب عليها، لكنت أتقذّرها كالجيفة.

وقال: لو كانت لي دعوة مستجابة لم أجعلها إلّا للإمام، لأنه إذا صلح [الإمام] [٣] أمن العباد والبلاد. وكان ولده من كبار الصالحين.

ولد الفضيل- رضي الله عنه- بسمرقند، وقدم الكوفة شابّا، وسمع من منصور وطبقته، ثم جاور بمكّة إلى أن مات، وقبره بالأبطح مشهور مزور. انتهى كلام ابن الأهدل.

وفيها على ما قاله ابن الأهدل أيضا، توفي يعقوب بن داود السّلميّ. كان كاتب إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن المثنّى لما خرج على المنصور، وكان عنده صنوف من العلم، فظفر به المنصور، فحبسه في المطبق [٤] وأطلقه المهديّ، وكان من خواصّه، إلى أن ظهر له منه تعلّق ببعض


[١] كذا في الأصل، و «مرآة الجنان» : «في يدك» ، وفي المطبوع: «بيدك» .
[٢] زيادة من «مرآة الجنان» (١/ ٤٢٤) .
[٣] زيادة من «مرآة الجنان» (١/ ٤٢٣) .
[٤] المطبق: سجن من سجون بني العباس. انظر «الكامل في التاريخ» لابن الأثير (٦/ ٧٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>