للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الخطيب: وولي القضاء بعد محمّد بن الحسن عليّ بن حرملة التيميّ صاحب أبي حنيفة. انتهى كلام «العبر» .

وقال ابن الفرات: محمد بن الحسن بن فرقد الشّيبانيّ الإمام الربّانيّ صاحب أبي حنيفة- رضي الله عنه- أصله دمشقي من أهل قرية حرستا. قدم أبوه العراق، فولد محمّد براسك [١] سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وقيل: سنة إحدى، وقيل: سنة خمس وثلاثين، ونشأ بالكوفة، وطلب الحديث، وسمع سماعا كثيرا، وجالس أبا حنيفة. وسمع منه، ونظر في الرأي، وغلب عليه، وعرف به، وكان من أجمل النّاس وأحسنهم.

قال أبو حنيفة لوالده حين حمله إليه: احلق شعر ولدك وألبسه الخلقان [٢] من الثياب لا يفتتن به من رآه. قال محمد: فحلق والدي شعري، وألبسني الخلقان، فزدت عند الخلق جمالا.

وقال الشّافعيّ- رحمه الله-: أول ما رأيت محمدا وقد اجتمع النّاس عليه، فنظرت إليه فكان من أحسن النّاس وجها، ثم نظرت إلى جبينه فكأنه عاج، ثم نظرت إلى لباسه فكان من أحسن النّاس لباسا، ثم سألته عن مسألة فيها خلاف فقوّى مذهبه ومرّ فيها كالسهم.

وكان الشّافعيّ- رضي الله عنه- يثني على محمد بن الحسن ويفضّله، وقد تواتر عنه بألفاظ مختلفة قال: ما رأيت أحدا سأل عن مسألة فيها نظر إلّا رأيت الكراهية في وجهه، إلّا محمد بن الحسن.


[١] قال ياقوت: رأسك: مدينة من أشهر مدن مكران، ولها رستاق يقال له: الخروج، وهي حروم حارة. «معجم البلدان» (٣/ ١٥) .
قلت: ومكران تقع الآن في الجنوب الأوسط من إيران على مقربة من ساحل خليج عمان.
[٢] قال في «مختار الصحاح» ص (١٨٧) : ثوب خلق، أي بال.

<<  <  ج: ص:  >  >>