للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: ما رأيت أعلم بكتاب الله من محمّد بن الحسن، ولا أفصح منه.

وقال: ما رأيت رجلا أعلم بالحلال والحرام، والعلل، والناسخ والمنسوخ من محمد بن الحسن.

وقال: لو أنصف الناس لعلموا أنهم لم يروا مثل محمد بن الحسن.

ما جالست فقيها قطّ أفقه ولا أفتق لسانه بالفقه منه، إنه كان يحسن من الفقه وأسبابه أشياء تعجز عنها الأكابر.

وقيل للشافعيّ: قد رأيت مالكا وسمعت منه، ورافقت محمّد بن الحسن، فأيّهما كان أفقه؟ فقال: محمد بن الحسن أفقه نفسا منه.

وقال أبو عبيد: قدمت على محمد بن الحسن فرأيت الشّافعيّ عنده، فسأله عن شيء فأجابه، فاستحسن الجواب، فكتبه، فرآه محمّد، فوهب له دراهم وقال له: الزم إن كنت تشتهي العلم، فسمعت الشّافعيّ- رضي الله عنه [١]- يقول: لقد كتبت عن محمّد وقر بعير ذكر، لأنه يحمل الكثير، ولولاه ما انفتق لي من العلم ما انفتق.

وكان محمد قاضيا للرّشيد بالرّقّة، وكان كثير البرّ بالإمام الشّافعي- رضي الله عنه- في قضاء ديونه والإنفاق عليه من ماله، وإعارة الكتب، حتّى يقال: إنه دفع له حمل بعير كتبا.

وقد ذكر بعض الشافعية أن محمد بن الحسن وشى بالإمام الشّافعيّ- رضي الله عنه- في قضاء ديونه والإنفاق عليه من ماله، وإعارة الكتب، حتّى يقال: إنه دفع له حمل بعير كتبا.

وقد ذكر بعض الشافعية أن محمد بن الحسن وشى بالإمام الشّافعيّ- رضي الله عنه- إلى الخليفة بأنه يدّعي أنه يصلح للخلافة، وكذا أبو يوسف- رحمهما الله- وهذا بهتان وافتراء عليهما، والعجب منهم كيف نسبوا هذا إليهما مع علمهم بأن هذا لا يليق بالعلماء ولا يقبله عقل عاقل؟. انتهى


[١] في المطبوع: «رحمه الله تعالى» .

<<  <  ج: ص:  >  >>