للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جعفر، [وكان جعفر] [١] أبلغ في الرسائل والكتابة منه، وكان هارون الرّشيد قد ولّاه الوزارة قبل جعفر، وأراد أن ينقلها إلى جعفر، فقال لأبيهما يحيى:

يا أبت- وكان يدعوه: يا أبت- إني أريد أن أريد أن أجعل الخاتم الذي لأخي الفضل لجعفر وكان يدعو الفضل: يا أخي، فإنهما متقاربان في المولد، وكانت أمّ الفضل قد أرضعت الرّشيد، واسمها زبيدة من مولّدات المدينة، والخيزران أمّ الرّشيد أرضعت الفضل، فكانا أخوين من الرّضاع، وفي ذلك قال مروان بن أبي حفصة يمدح الفضل:

كفى لك فضلا أنّ أفضل حرّة ... غذتك بثدي والخليفة واحد

لقد زنت يحيى في المشاهد كلّها ... كما زان يحيى خالدا في المشاهد [٢]

وقال الرّشيد ليحيى: قد احتشمت من الكتاب إليه في ذلك فاكفنيه، فكتب والده إليه: قد أمر أمير المؤمنين بتحويل الخاتم من يمينك إلى شمالك، فكتب إليه الفضل: قد سمعت ما قاله [٣] أمير المؤمنين في أخي وأطعت، وما انتقلت عنّي نعمة صارت إليه، ولا غربت عني رتبة طلعت عليه، فقال جعفر: لله أخي ما أنفس نفسه، وأبين دلائل الفضل عليه، وأقوى منّة العقل فيه، وأوسع في البلاغة ذرعه.

وكان الرّشيد قد جعل محمدا في حجر الفضل بن يحيى، والمأمون في حجر جعفر، فاختصّ كل واحد منهما بمن في حجره، ثم إن الرشيد قلّد الفضل عمل [٤] خراسان، فتوجّه إليها وأقام بها مدة، فوصل كتاب صاحب البريد بخراسان إلى الرّشيد ويحيى جالس بين يديه، ومضمون الكتاب أن


[١] ما بين حاصرتين سقط من الأصل، وأثبته من المطبوع، و «وفيات الأعيان» .
[٢] البيتان في «وفيات الأعيان» (٤/ ٢٧) .
[٣] في «وفيات الأعيان» : «مقالة» .
[٤] في «وفيات الأعيان» : «بعمل» .

<<  <  ج: ص:  >  >>