للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المحدّث. وكان أنس صديقا لجعفر بن يحيى، وصلبه بالرّقّة، وكان يرمى بالزندقة. وكذلك البرامكة [كانوا] [١] يرمون بالزّندقة، إلّا من عصم الله منهم، ولذلك قال الأصمعيّ فيهم:

إذا ذكر الشّرك في مجلس ... أضاءت قلوب [٢] بني برمك

وإن تليت عندهم آية ... أتوا بالأحاديث عن مزدك

وغزا هارون سنة تسعين ومائة الرّوم، فافتتح هرقلة، وظفر ببنت بطريقها، فاستخلصها لنفسه، فلما انصرف ظهر رافع بن ليث بن نصر بن سيّار بطخارستان مباينا لعلي بن عيسى، فوجّه إليه هرثمة لمحاربته وإشخاص علي بن عيسى إليه، فلما قدم عليه أمر بحبسه واستصفى [٣] أمواله، وأموال ولده.

وتوجّه هارون سنة اثنتين وتسعين ومائة ومعه المأمون نحو خراسان حتّى قدم طوس فمرض بها ومات، وقبره [٤] هناك.

وكانت وفاته ليلة السبت، لثلاث خلون من جمادى الآخرة، سنة ثلاث وتسعين ومائة، وقد بلغ من السن سبعا وأربعين سنة. وكانت ولايته ثلاثا وعشرين سنة، وشهرين، وسبعة عشر يوما. ومن ولد هارون: محمد، أمه زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر، والمأمون، واسمه عبد الله، وأمه تسمى مراجل. والمؤتمن واسمه القاسم، وصالح، وأبو عيسى، وأبو إسحاق المعتصم [وأبو يعقوب] [٥] ، وحمدونة، وغيرهم. انتهى ما قاله ابن قتيبة.


[١] زيادة من «المعارف» لابن قتيبة ط. د. عكاشة.
[٢] في الأصل، والمطبوع: «أثارت قلوب» وأثبت ما في «المعارف» .
[٣] في «المعارف» : «واستصفاء» .
[٤] في «المعارف» : «فقبره» .
[٥] زيادة من «المعارف» لابن قتيبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>