للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها مصعب بن المقدام الكوفيّ. روى عن ابن جريج وجماعة.

وفيها النّضر بن شميل بن خرشة بن يزيد بن كلثوم المازنيّ- مازن ابن مالك بن عمرو بن تيم بن مر- أبو الحسن البصريّ نزيل مرو وعالمها.

كان إماما حافظا جليل الشأن، وهو أول من أظهر السّنّة بمرو وجميع بلاد خراسان. روى عن حميد وهشام بن عروة وطبقته [١] [والكبار] [٢] وكان رأسا في الحديث، رأسا في اللغة والنحو، ثقة، صاحب سنة.

قال ابن الأهدل: ضاقت معيشته بالبصرة فرحل إلى خراسان فشيّعه من البصرة نحو من ثلاثمائة عالم، فقال لهم: لو وجدت كل يوم كيلجة [٣] باقلاء ما فارقتكم، فلم يكن فيهم من تكفّل له بذلك، وأقام بمرو، واجتمع له هناك مال. سمع النّضر من هشام بن عروة وغيره من أئمة التّابعين. وسمع عليه ابن معين، وابن المديني، وغيرهم.

وروى المأمون يوما عن هشيم بسنده المتصل إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «إذا تزوّج المرأة لدينها وجمالها، فيها سداد من عوز» [٤] بفتح السين، فرده النّضر وقال: هو بكسر السين، فقال له المأمون: تلحّنني! فأقصر، فقال: إنما لحن هشيم، وكان لحّانة، لأن السداد بالفتح: القصد في الدّنيا والسبيل، وبالكسر: البلغة، وكل ما سددت به شيئا فهو سداد يعني بكسر السين، ومنه قول العرجي [٥] :


[١] لفظة: «وطبقته» سقطت من المطبوع.
[٢] لفظة: «والكبار» سقطت من الأصل، وأثبتها من المطبوع.
[٣] قال ابن منظور: [قال] ابن الأعرابي: الكيلجة: مكيال، والجمع كيالج وكيالجة أيضا، والهاء للعجمة. «لسان العرب» (كلج) .
[٤] ذكر ابن خلكان قصة الحديث في «وفيات الأعيان» (٥/ ٣٩٨- ٣٩٩) نقلا عن «درة الغواص في أوهام الخواص» للحريري، فراجعه.
[٥] هو عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشيّ الأمويّ العثمانيّ أبو عمر، المعروف ب «العرجي» وإنما قيل له العرجي،

<<  <  ج: ص:  >  >>