٥- ثم قمت بكتابة هذه المقدمة التي اجتهدت في جعلها مقدّمة تليق بهذا الكتاب العظيم وصاحبه بعد دراسة وإعداد طويلين.
ومن ثم شرعت بتقديم مواد الكتاب إلى والدي حفظه الله على مراحل لكي يقوم بمراجعته وتخريج النصوص الحديثية الواردة فيه تمشيا مع المنهج الذي وضعته لتحقيق الكتاب، وقد أضاف- حفظه الله- إلى تعليقاتي على الكتاب عددا من التعليقات جعلها مختومة بحرف (ع) .
بقي أن أشير إلى أننا اعتمدنا في تحقيق الكتاب على مخطوطة المكتبة الظاهرية بدمشق، وهي تحت رقم (٣٤٦٥) عام، وعدد أوراقها (٥٤٦) ورقة بقياس (٣٠ ٤٢) سم، وكل ورقة تتألف من صفحتين، وفي كل صفحة ثمانية وثلاثون سطرا، وفي كل سطر ما يقرب من ثماني عشرة كلمة، وقد جاء في آخر هذه النسخة الخطية ما يلي:
وكان الفراغ من كتابة هذه النسخة الشريفة صبيحة يوم الجمعة رابع عشر شهر شوّال، من شهور سنة خمس وثمانين وألف، على يد أحقر العباد، الفقير إلى الله تعالى شعبان بن عبد الله بن يوسف بن علي الشافعي الخزرجي، غفر الله له ولوالديه، ولمن دعا له بالمغفرة آمين.
ونقلت هذه النسخة المباركة من خط مؤلفها بلّغه الله مناه، وجعل الجنة جزاه، وهي ثالث نسخة تمّت، فلله الحمد والمنّة، وصلى الله على من لا نبي بعده، وعلى آله وأصحابه وتابعيه وأحزابه وسلّم تسليما كثيرا.
وقيمة هذه النسخة تعود إلى نسخها عن نسخة المؤلف في حياته، ولعلها قوبلت عليه.
وأرى من الواجب عليّ أن أتقدم بجزيل الشكر والعرفان بالجميل إلى العالم الكبير الأستاذ الدكتور شاكر الفحّام نائب رئيس مجمع اللغة العربية العامر بدمشق الذي أذن لي بالحصول على مصوّرة النسخة الخطبة من الظاهرية، وشجّعني على المضيّ في تحقيق الكتاب حين أطلعته على مقدمتي للكتاب،