للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أراك بصيرا بالّذين أحبّهم ... كأنّك تنحو نحوهم بدليل

ونوادره تحتمل مجلدات، وإعطاء الرّشيد والمأمون له واسع.

ولما صنف كتابا في الخيل مجلدا واحدا، وصنف أبو عبيدة في ذلك خمسين مجلدا، امتحنهما الرّشيد، فقرب لهما فرسا فلم يعرف أبو عبيدة أعيان الأعضاء، وأما الأصمعيّ فجعل يسمي كل عضو ويضع يده عليه، وينشد ما قالت العرب فيه. فقال له الرّشيد: خذه. قال: فكنت إذا أردت أن أغضب أبا عبيدة ركبته إليه.

ورثى أبو العالية الشّاميّ [١] الأصمعيّ فقال:

لا درّ درّ نبات [٢] الأرض إذ فجعت ... بالأصمعيّ لقد أبقت لنا أسفا

عش ما بدا لك في الدّنيا فلست ترى ... في النّاس منه ولا من علمه خلفا [٣]

ومن مسنده عن عائشة- رضي الله عنها- عن النّبيّ- صلى الله عليه وسلم- قال: «إيّاكم ومحقّرات الذّنوب، فإنّ لها من الله طالبا» [٤] . وبإسناده عن عليّ- كرم الله وجهه- أنه قال: هذا المال لا يصلحه إلّا ثلاث: أخذه من حلّه، ووضعه في حقّه، ومنعه من السّرف. وبإسناده قال: قال النّبي- صلى الله عليه وسلم- «من أنعم الله عليه، فليحمد الله، ومن


[١] في الأصل، والمطبوع: «السّامي» وهو خطأ، والتصحيح من «وفيات الأعيان» ، و «مرآة الجنان» .
[٢] كذا في الأصل، و «تاريخ بغداد» : «نبات الأرض» ، وفي المطبوع، و «وفيات الأعيان» :
«بنات الأرض» ، وفي «مرآة الجنان» : «باب الأرض» .
[٣] البيتان في «تاريخ بغداد» للخطيب (١٠/ ٤١٩- ٤٢٠) ، و «وفيات الأعيان» لابن خلكان (٣/ ١٧٦) ، و «مرآة الجنان» لليافعي (٢/ ٧٦) .
[٤] ورواه أيضا أحمد في «المسند» (٦/ ٧٠ و ١٥١) والدارمي في «سننه» (٢/ ٣٠٣) وابن ماجة رقم (٤٢٤٣) في الزهد: باب ذكر الذنوب، وابن حبان رقم (٥٥٤٢) بترتيب ابن بلبان، والقضاعي في «مسند الشهاب» (٢/ ٩٥) عن عائشة بلفظ «إياك ... » . وله شاهدان من حديث سهل بن سعد وعبد الله بن مسعود بلفظ «إياكم» وهو حديث صحيح بطرقه وشواهده.

<<  <  ج: ص:  >  >>