للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحيى بن أكثم بن محمد بن قطن [١] بن سمعان التميميّ الأسديّ [٢] المروزيّ القاضي بأنه يلوط أراد امتحانه، استدعاه وأوصى مملوكا له بأن يقف عندهما وحده، وإذا خرج المأمون يقف المملوك عند يحيى ولا ينصرف، وكان المملوك في غاية الحسن، فلما اجتمعا في المجلس وتحادثا ساعة قام المأمون كأنه يقضي حاجة، فوقف المملوك وتجسس المأمون عليهما، وكان أمره أن يعبث بيحيى، فلما عبث به المملوك، سمعه المأمون وهو يقول: لولا أنتم لكنا مؤمنين، فدخل المأمون وهو ينشد:

وكنّا نرجّي أن نرى العدل ظاهرا ... فأعقبنا بعد الرّجاء قنوط

متى تصلح الدّنيا ويصلح أهلها ... وقاضي قضاة المسلمين يلوط! [٣]

وهذان البيتان لأبي حكيمة راشد بن إسحاق الكاتب [٤] وله فيه مقاطيع كثيرة. انتهى كلام صاحب «الأغاني» .

وروى الحافظ أبو بكر أحمد صاحب «تاريخ بغداد» في «تاريخه» [٥] أن المأمون قال ليحيى بن أكثم من الذي يقول؟:

قاض يرى الحدّ في الزّناء ولا ... يرى على من يلوط من باس

قال: أما تعرف يا أمير المؤمنين من قاله؟ قال: لا. قال: يقوله الفاجر أحمد بن أبي نعيم الذي يقول:

لا أحسب الجور ينقضي وعلى ال ... أمّة وال من آل عبّاس

قال: فأفحم المأمون خجلا وقال: ينبغي أن ينفى أحمد بن أبي نعيم


[١] في الأصل: «ابن وطن» ، وأثبت ما في المطبوع، وهو موافق لما في «تاريخ بغداد» للخطيب (١٤/ ١٩١) ، و «الأعلام» للزركلي (٨/ ١٣٨) .
[٢] في «الأعلام» للزركلي: «الأسيدي» .
[٣] والبيتان في «الأغاني» (٢٠/ ٢٥٥) ، وفي «وفيات الأعيان» (٦/ ١٥٥) أيضا.
[٤] انظر ترجمته ومصادرها في «فوات الوفيات» لابن شاكر الكتبي (٢/ ١٥- ١٩) .
[٥] (١٤/ ١٩٦) وقد نقل المؤلف عنه بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>