للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصحيح: أنها لا تصير بمجرد النية، والقديم (١): تصير. وعلى هذا ففيما تصير به هديا أو أضحية أربعة أوجه (٢)، أحدها: بمجرد النية كما يدخل في الصوم بذلك. والثاني: بالنية والتقليد (٣)، و (٤) الأشعار (٥). والثالث: بالنية والذبح. والرابع: بالنية والسوق إِلى الذبح.


= والمكي ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم الذي انتقل أخيرًا إلى مذهب أبيه وهو مذهب مالك، وغير هؤلاء، والثلاثة الأول هم الذين تصدوا لذلك وقاموا به، والباقون نقلت عنهم أشياء محصورة على تفاوت بينهم" مغني المحتاج (١/ ١٣).
(١) القديم، قال الشربيني في تعريفه وتوضيحه: والقديم ما قاله بالعراق تصنيفًا وهو الحجة، أو أفتى به، ورواته جماعة أشهرهم: الإِمام أحمد بن حنبل والزعفراني والكرابيسي وأبو ثور، وقد رجع الشافعي عنه وقال: لا أجعل في حل من رواه عني، وقال الإِمام: لا يحل عد القديم من المذهب، وقال الماوردى في أثناء كتاب الصداق: غيَّر الشافعي جميع كتبه القديمة في الجديد إِلا الصداق فإِنه ضرب على مواضع منه وزاد مواضع، وأما ما وجد بين مصر والعراق فالمتأخر جديد. والمتقدم قديم" مغني المحتاج (١/ ١٣).
هذا وقد بين بعض العلماء موقف الباحث من الأقوال القديمة والجديدة، ومن أفضل ما رأيت في ذلك ما قاله النووي في مقدمة المجموع (١/ ١١٢ - ١١٤).
(٢) القول الجديد والقديم، والأوجه التالية ذكرها النووي في الروضة (٣/ ٢٠٨).
(٣) التقليد، قال صاحب المصباح في تعريفه: - "ومنه (تقليد) الهدى وهو أن يعلق بعتق البعير قطعه من جلد ليعلم أنه هدى فيكف الناس عنه" المصباح (٢/ ٥١٢).
(٤) كذا في النسختين، والمجموع المذهب، وفي روضة الطالبين (٣/ ٢٠٨) (أو). ولعل ما في الروضة هو الصواب لأن النووي علل ذلك بقوله: "ولتنظم الدلالة الظاهرة إِلى النية" والدلالة الظاهرة تحصل بالتقليد، أو الإِشعار.
(٥) الإِشعار، قال النورى في تعريفه: - "وأما إِشعار الهدى فهو من الإِعلام وهو أن يضرب صفحة سنامها اليمنى بحديدة وهي مستقبله القبلة فيدميها ويلطخها بالدم ليعلم أنها هدي" تهذيب الأسماء واللغات (٣/ ١٦٢). هذا وقد ذكر النووي بعد ذلك أن الإِشعار سنة، ثم ذكر بعض فوائد الإِشعار.
وانظر أيضًا: المصباح المنير (١/ ٣١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>