النووي، واستدل لذلك بقصة الجَرْوِ التي اختفَتْ في بيت عائشة رضي الله تعالى عنها، قال: فامتنع جبريل من دخول البيت الذي كان فيه الجرو مع ظهور العذر فيه، قال: فلو كان العذر لا يمنعهم من الدخول .. لم يمتنع جبريل من الدخول. انتهى.
ويحتمل أن يقال: لا يلزم من التسوية بين ما علم به أو لم يعلم فيما لم يؤمر باتخاذه أن يكون الحكم كذلك فيما أذن في اتخاذه. انتهى.
قال القرطبي: واختلف في المعنى الذي في الكلب حتى مَنعَ الملائكةَ من دخول البيت الذي هو فيه: فقيل: لكونها نجسة، ويتأيد ذلك بما ورد في بعض طرق الحديث عن عائشة عند مسلم:(فأمر بنضح موضع الكلب).
وقيل: لكونها تأكل النجاسات، أو لأنها من الشياطين والملائكة أضداد لهم، أو لقبح رائحته؛ لأجل النجاسة التي تتعلق بها؛ فإنها تكثر أكل النجاسات وتتلطخ بها.
وأما الصورة .. فيراد بها: التماثيل من ذوات الأرواح، ويستثنى من ذلك الصورة المرقومة؛ كما نص عليه في الحديث على ما يأتي.
وإنما لم تدخل الملائكة البيت الذي فيه التمثال؛ لأن متخذها في بيته قد تشبه بالكفار الذين يتخذون الصور في بيوتهم ويُعظمونها، فكرهت الملائكة ذلك منه، فلا تدخل بيته هجرانًا له وغضبًا عليه. انتهى من "المفهم".
قال النووي: قوله: "ولا صورة" قال أصحابنا وغيرهم من العلماء: تصوير صورة الحيوان حرام شديد التحريم، وهو من الكبائر؛ لأنه متوعد عليه بهذا الوعيد الشديد المذكور في الأحاديث، وسواء صنعه بما يمتهن أو بغيره، فصنعته حرام بكل حال؛ لأن فيه مضاهاة لخلق الله تعالى.