قوله:(وَلَا تكلفوهم) من العمل (ما يغلبهم) أي: ما يعجزهم وتصير قدرتهم عليه مغلوبة فيه؛ لصعوبته أو كثرته، وهذا نهي، وظاهره التحريم.
وقوله:(فإن كلفتموهم) بما يغلبهم .. (فأعينوهم) عليه؛ أي: إن أخطأتم فوقع ذلك منكم .. فارفعوا عنهم ذلك؛ بأن تعينوهم على ذلك العمل، فإن لَمْ يمكنكم ذلك .. فبيعوهم؛ كما جاء في الرواية الأخرى:(ممن يرفق بهم). انتهى "مفهم".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الإيمان، باب المعاصي من أمر الجاهلية ولا يُكفَّر صاحبها، ومسلم في كتاب الإيمان، باب إطعام المملوك مما يأكل، وأبو داوود في كتاب الأدب، باب في حق المملوك، والترمذي في كتاب البر والصلة، باب ما جاء في الإحسان إلى الخدم، قال: وفي الباب عن علي وأم سلمة وابن عمر وأبي هريرة، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وأحمد في "المسند"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار".
فالحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استأنس المؤلف للترجمة بحديث أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، فقال:
(١٤١) - ٣٦٣٤ - (٢)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا: حدثنا إسحاق بن سليمان) الرازي أبو يحيى كوفي الأصل، ثقةٌ فاضل، من التاسعة، مات سنة مئتين (٢٠٠ هـ)، وقيل قبلها. يروي عنه:(ع).