المعاني ظاهرة في جواب من خاطب مسلمًا بقوله:(السام عليكم).
أما إذا خاطب الكافر مسلمًا بقوله:(السلام عليكم) .. فالظاهر من عموم لفظ الحديث أن جوابه:(وعليكم) فقط أيضًا؛ والمعنى حينئذ: وعليكم ما تستحقونه من الذم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الاستئذان، باب كيف الرد على أهل الذِّمة بالسلام، ومسلم في كتاب السلام، باب النهي عن ابتداء أهل الذِّمة بالسلام، وكيف يرد عليهم عن أنس بن مالك، وأبو داوود في كتاب الأدب، باب في السلام على أهل الذِّمة.
وفي "تحفة الأشراف" في هذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ولعله سبق قلم.
قال السندي: قوله: (وعليكم) أي: لا تقولوا: وعليكم السلام؛ لأنهم كثيرًا ما يوهمون السلام، ويقولون: السام؛ وهو الموت، فقولوا: وعليكم ما قلتم لا علينا. انتهى.
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة، والله أعلم.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث أنس بحديث عائشة رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(١٤٨) - ٣٦٤١ - (٢)(حدثنا أبو بكر) ابن أبي شيبة، (حدثنا أبو معاوية) محمد بن خازم الضرير التميمي الكوفي، ثقةٌ ثبتٌ، من التاسعة، مات سنة خمس وتسعين ومئة (١٩٠ هـ). يروي عنه:(ع).