للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَمَنْ تَخَلَّلَ .. فَلْيَلْفِظْ، وَمَنْ لَاكَ .. فَلْيَبْتَلِعْ، مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ .. فَقَدْ أَحْسَنَ، وَمَنْ لَا .. فَلَا حَرَجَ،

===

يفيد هذا أن الإيتار هو الأولى، وليس بواجب، فما جاء من الأمر بالثلاث .. يُحمل على الندب، وما جاء من النهي عن التنقيص عنها .. يُحمل على التنزيه، والاستدلال بهذا الحديث على أن الإيتار غير مطلوب، وإنما المطلوب الإنقاء .. بعيد؛ فإنه صريح في أن الإيتار مطلوب ندبًا.

(ومن تخلل) أي: من أخرج ما دخل بين أسنانه من طعام ولحم بخلال من عود ونحوه .. (فليلفظ) - بكسر الفاء - لأنه من باب (ضرب) أي: فليرم وليطرح ما أخرجه من بين الأسنان من فمه، فلا يبتلعه؛ لأنه مستقذر، ولأنه ربما يخرج معه دم.

(ومن لاك) ومضغ ما أخرجه من بين أسنانه وأراد أن يبتلعه ويأكله .. (فليبتلع) أي: وليأكل وليوصله إلى جوفه؛ لأنه ليس بنجس، وإن كان قذرًا، وإن تيقن بالدم .. حرم أكله.

(من فعل ذلك) اللفظ والرمي من فمه بلا أكل .. (فقد أحسن) أي: فعل فعلًا حسنًا؛ لإتيانه بالسنة، (ومن لا) أي: ومن لم يلفظه، وأكله على تقدير عدم الدم .. (فلا حرج) ولا ذنب عليه.

قوله: (ومن لاك) قال السندي: اللوك: هو إدارة الشيء في الفم، قيل: معناه: أنه ينبغي للآكل أن يُلقي ما يُخرج من بين أسنانه بعود ونحوه؛ لما فيه من الاستقذار، ويبتلع ما يخرج بلسانه، وهو معنى (لاك) لأنه لا يستقذر، ويحتمل أن يكون المراد: من لاك ما بقي من آثار الطعام على اللثاث وسقف الحلق، وأخرجه بإدارة لسانه، وأما الذي يخرج من بين أسنانه .. فيرميه مطلقًا، سواء أخرجه بعود أو باللسان؛ لأنه يحصل له التغير غالبًا، وأن يكون المراد:

<<  <  ج: ص:  >  >>