للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَمَنْ أَتَى الْخَلَاءَ .. فَلْيَسْتَتِرْ؛ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ إِلَّا كَثِيبًا مِنْ رَمْلٍ .. فَلْيَمْدُدْهُ عَلَيْهِ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَلْعَبُ بِمَقَاعِدِ ابْنِ آدَمَ،

===

ربما لاك كراهية رمي اللقمة بعد مضغها؛ لما فيه من إضاعة المال؛ إذ لا ينتفع بها بعد المضغ عادة واستقذارًا للحاضرين.

قلت: قد يقال: هذا المعنى لا يناسبه. انتهى من "السندي".

(ومن أتى) وجاء (الخلاء) أي: موضع قضاء الحاجة؛ يعني: في الصحراء .. (فليستتر) عن أعين الناس بنحو حجر أو شجر أو وهدة، (فإن لم يجد) ساترًا يستتر به (إلا كثيبًا من رمل) أي: إلا رملًا مجتمعًا .. (فليمدده) أي: فليمد ذلك الرمل، ويجعله مددًا؛ أي: حائطًا (عليه) يستتر به، وفي نسخة: (فليمره عليه) أي: فليحوطه عليه، وفي "سنن أبي داوود": (فليستدبره) أي: فليجعل ذلك الرمل خلفه من جهة دبره، وهذا ظاهر.

وفي "العون" أي: فليجمعه وليوله دبره، وأما نسخة (فليمره عليه) أي: فليجعل الكثيب مارًا عليه؛ أي: قريبًا منه ملتصقًا به متصلًا بعجزه، كما يفعل من يستتر بالشيء؛ فإن المرور على الشيء وبالشيء يستلزم القرب والإلصاق، فأُريد ذلك، وأما نسخة: (فليمدده عليه) .. فمن الإمداد؛ أي: فليستمد به، وليجعله مددًا زائدًا لأجله؛ (فإن الشيطان يلعب بمقاعد ابن آدم) أي: يقصد الإنسان بالشر في تلك المواضع.

قال السندي: والمقاعد جمع مقعد؛ يطلق على أسفل البدن وعلى موضع القعود لقضاء الحاجة، وكلاهما يصح إرادته، وعلى الأول: الباء للإلصاق، وعلى الثاني: للظرفية.

قلت: لا بد من اعتبار قيد على الأول؛ أي: يلعب بالمقاعد إذا وجدها

<<  <  ج: ص:  >  >>