للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَنْ فَعَلَ .. فَقَدْ أَحْسَنَ، وَمَنْ لَا .. فَلَا حَرَجَ".

===

مكشوفة، فيستتر ما أمكن. انتهى، قال العراقي: المقاعد جمع مقعدة؛ وهي تطلق على شيئين:

أحدهما: على السافلة؛ أي: على أسفل البدن، والثاني: موضع القعود، وكل من المعنيين ها هنا محتمل؛ أي: إن الشيطان يلعب بأسافل بني آدم، أو في قعودهم لقضاء الحاجة، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتستر ما أمكن، وألا يكون قعود الإنسان في مراح؛ احترازًا من أن يقع عليه أبصار الناظرين، فيتعرض لانتهاك الستر، ومن أن تهب عليه الرياح فيصيب البول فيلوث بدنه أو ثيابه، وكل ذلك من لعب الشيطان به وقصده إياه بالأذى والفساد. انتهى من "العون".

(من فعل) ذلك الاستتار، أو جمع كثيبًا وقعد خلفه .. (فقد أحسن) أي: فعل فعلًا حسنًا بإتيانه السنة، (ومن لا) أي: ومن لم يفعل ذلك الاستتار، أو جمع الكثيب بأن كان في الصحراء من غير استتار .. (فلا حرج) أي: فلا ذنب عليه؛ لأنه إنما ترك السنة والآداب.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود؛ أخرجه في كتاب الطهارة (١٩)، باب الاستتار في الخلاء، رقم (٣٥)، وأخرجه الترمذي في كتاب الطهارة، باب (٢١) ما جاء في المضمضة والاستنشاق، كلاهما عن أبي هريرة، وأخرجه النسائي في كتاب الطهارة، باب الرخصة في الاستطابة بحجر واحد، وباب الأمر بالاستتار، ومالك في "الموطأ" في كتاب الطهارة، باب العمل في الوضوء، وأحمد في "مسنده" (٢/ ٢٣٦ - ٢٧٧ - ٢٧٨)، والدارمي في كتاب الوضوء، (٥) باب التستر عند الحاجة، رقم (٦٦٢)، وسيذكره المؤلف في كتاب الطب، باب من اكتحل وترًا، رقم (٣٤٩٨). انتهى "تحفة الأشراف".

<<  <  ج: ص:  >  >>