للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَع، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يُشَمَّتُ الْعَاطِسُ ثَلَاثًا، فَمَا زَادَ .. فَهُوَ مَزْكُومٌ".

===

كتاب، من الخامسة، مات قبيل الستين ومئة. يروي عنه: (م عم).

(عن إياس بن سلمة بن الأكوع) الأسلمي أبي سلمة المدني، ثقةٌ، من الثالثة، مات سنة تسع عشرة ومئة (١١٩ هـ). يروي عنه: (ع).

(عن أبيه) سلمة بن عمرو بن الأكوع الأسلمي أبي مسلم وأبي إياس، شهد بيعة الرضوان، مات سنة أربع وسبعين (٧٤ هـ). يروي عنه: (ع).

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(قال) سلمة بن الأكوع: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يشمت العاطس) بالبناء للمفعول؛ أي: يدعى له بالرحمة (ثلاثًا) أي: في ثلاث مرات من العطاس إن محمد الله تعالى بعد كلّ مرّة (فما زاد) من عطاسه على ثلاث مرات .. فلا يدعى له بالرحمة؛ (فهو مزكوم) أي: مأخوذ بمرض الزكام، فليس بعاطس، قال النووي: يعني: أنه ليس ممن يشمت بعد ثلاث مرات؛ لأن الذي به مرض يسمى زكامًا، فليس بعطاس.

فإن قيل: إذا كان مريضًا .. فكان الأولى أن يدعى له؛ لأنه أحق بالدعاء من غيره.

فالجواب: أنه يستحب أن يدعى له بالعافية من مرضه لا بدعاء العاطس.

قلت: مذهب مالك: من تكرر منه العطاس .. يشمته ثلاثًا؛ ثم يمسك عن التشميت له؛ لحديث أبي داوود: "شمت أخاك ثلاثًا؛ فإن زاد .. فهو مزكوم" ووقع في "الموطأ" على الشك قال: لا أدري أفي الثانية أو في الثالثة، وحديث أبي داوود هذا يرفع الشك، وأما حديث مسلم .. فلم يذكر فيه أنه تكرر، وظاهره: أنه متى عرف أنه مزكوم أو تكرر .. فلا يشمته؛ فالتكرر ليس بقيد،

<<  <  ج: ص:  >  >>