بتلك التي يشار بها إلى المفردة المؤنثة وإلى الجمع المؤنث؛ تنزيلًا للأشاءتين منزلة الجمع الذي هو الأشاءات؛ بناء على القول بأن الجمع ما فوق الواحد، فيدخل فيه المثنى.
(قال وكيع) الذي هو أحد رواة هذا الحديث في تفسير الأشاءتين: (يعني) النبي صلى الله عليه وسلم بالأشاءتين: (النخل الصغار) وصف النخل بالجمع؛ لأنه اسم جمع لنخلة، فهو بمنزلة الجمع في المعنى، نظير تمر وتمرة (فقل لهما) أي: للأشاءتين: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركما) بـ (أن تجتمعا) في مكان واحد وتقتربا (فاجتمعتا) في مكان واحد (فاستتر بهما) عن أعين الناس (فقضى حاجته)، وهذا موضع الترجمة التي هي الارتياد والاستتار عند التغوط والتبول.
(ثم) بعدما قضى حاجته جاء إليّ فـ (قال لي: ائتهما) أي: انطلق إليهما (فقل لهما: لترجع كل واحدة منكما إلى مكانها) الأول (فقلت لهما) ما أمرني به (فرجعتا) أي: فرجعت النخلتان إلى مكانهما الأول؛ طاعة منهما برسول الله صلى الله عليه وسلم في الإتيان والرجوع، ولا يخفى ما في هذا من المعجزة العظيمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه عن أصحاب الأمهات، كما في "تحفة الأشراف"، وفي "الزوائد": له شاهد من حديث أنس ومن حديث ابن عمر، رواهما الترمذي في "الجامع".