أو مركبًا كلمة أو كلمات؛ أي: أصدق لفظ (قالها الشاعر) من شعراء العرب (كلمة لبيد) بن ربيعة؛ أي: قوله؛ حيث قال:
(ألا كل شيء ما خلا الله باطل) ... وكل نعيم لا محالة زائل
أي: انتبهوا واستمعوا ما أقول لكم: كلُّ شيء من المعبودات؛ حيوانًا كان أو جمادًا، حيًّا كان أو ميتًا .. باطلٌ غير صحيح عبادته ما عدا الله، وخالفه؛ لأنه هو المستحق للعبادة بذاته من كل مخلوقاته، وكل نعيم من نعم الدنيا؛ حسيًا كان أو معنويًا، ظاهريًا كان أو باطنيًا، كسبيًا أو موهبيًا .. زائلٌ فانٍ منعدمٌ لا محالة ولا ريب ولا شك في زوالها؛ كما قال تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} (١)، والمراد بالكلمة: القطعة من الكلام؛ أي: أبلغ كلام تكلم العرب به شعرًا كلام لبيد بن ربيعة؛ حيث قال هذا البيت من الطويل.
قال العيني: ولبيد هذا؛ هو لبيد بن ربيعة بن مالك العامري أبو عقيل الكوفي، عاش مئة وأربعًا وخمسين سنة (١٥٤) مات في خلافة عثمان رضي لله تعالى عنهما. انتهى.
وكان من شعراء الجاهلية وفرسانهم، أدرك الإسلام، وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بني كلاب، فأسلموا ورجعوا إلى بلادهم، ثم قدم لبيد الكوفة، فأقام بها إلى زمن معاوية حتى توفي به بها، وقد عمر مئة وعشرين سنة، وقيل: مئة وثلاثين سنة، وقيل: مئة وأربعين، منها تسعون سنة