للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

في الجاهلية، وباقيتها في الإسلام، وهو القائل هذا البيت:

ولقد سئمت من الحياة وطولها ... وسؤال هذا الناس كيف لبيد

ولقد كتب عمر رضي الله عنه إلى عامله في الكوفة: سل لبيدًا والأغلب العجلي؛ ما أحدثا من الشعر في الإسلام، فسأله العامل، فقال لبيد: أبدلني الله بالشعر سورة البقرة وآل عمران، فزاد عمر في عطائه، ويقال: إنه ما قال في الإسلام إلا بيتًا واحدًا، فقيل هو قوله:

الحمد لله إذ لم يأتني أجلي ... حتى كساني من الإسلام سربالا

وقيل: هو قوله:

ما عاتب المرء الكريم كنفسه ... والمرء يصلحه الجليس الصالح

وكان عطاؤه ألفين، فزاد فيه عمر رضي الله تعالى عنه حتى صار ألفين وخمس مئة، فلما كان في زمن معاوية .. قال له معاوية: هذان الفودان لك أولًا، فما بال العلاوة تأخذه؟ يعني: بالفودين: الألفين، وبالعلاوة: الخمس مئة، وأراد معاوية أن يحطه إياها، فقال لبيد: أموت الآن فتبقى لك العلاوة والفودان، فَرَقَّ له معاوية وترك عطاءه على حاله بلا نقص، فمات بعد ذلك بيسير، وكان لبيد من أسخياء الناس، وكان أبوه ربيعة كذلك، حتى كان يقال لأبيه: ربيعُ المُقْتِرِينَ، وكان لبيد قد حلف ألا تهب الصبا إلا أطعم الناس، وفيه قال الوليد بن عقبة:

أَرَى الجزَّارَ يَشْحَذُ شَفْرَتَيْهِ ... إِذا هَبَّتْ رياحُ أَبي عقيلِ

أَشَمُّ الأَنفِ أَصْيدُ عَامِريٌّ ... طويلُ الباعِ كالسَّيْفِ الصَّقِيلِ

قاله الحافظ في "الإصابة" (٣/ ٣٠٧) وابن قتيبة في الشعر والشعراء.

وقوله: (ألا كل شيء ... ) إلى آخره، هو مبتدأ مضاف إلى النكرة مفيد

<<  <  ج: ص:  >  >>