الإجابة، ولو خرج المجيب من الصلاة، وإلى ذلك جنح بعض الشافعية.
ثم نعود إلى متن ابن ماجه، ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ألا) أي: انتبه واستمع ما أقول لك: (أعلمك أعظم سورة في القرآن) لعظم قدرها بالخاصية التي لم يشاركها فيها غيرها من السور؛ لاشتمالها على فوائد ومعان كثيرة، مع وجازة ألفاظها.
واستدل به على جواز تفضيل بعض القرآن على بعض، وهو محكي عن أكثر العلماء؛ كابن راهويه وابن العربي، ومنع من ذلك الأشعري والباقلا ني وجماعة؛ لأن المفضول ناقص عن درجة الأفضل، وأسماء الله تعالى وصفاته وكلامه لا نقص فيها.
وأجيب: بأن التفضيل إنما هو بمعنى: أن ثواب بعضه أعظم من بعض، فالتفضيل إنما هو من حيث المعاني، لا من حيث الصفة.
وفي حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عند الحاكم: أتحب أن أعلمك سورة لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها (قبل أن أخرج من) هذا (المسجد؟ قال) أبو سعيد: (فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج) من المسجد قبل أن يعلمني تلك السورة.
قال أبو سعيد:(فأذكرته) صلى الله عليه وسلم ما وعدني من تعليم السورة قبل الخروج، من الإذكار بمعنى: التذكير، لعله نسي ما وعدني من ذلك.
وزاد في البخاري:(فقلت له: يا رسول الله؛ ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن؟ )(فقال) لي: هي ("الحمد لله رب العالمين") وهو