للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَهِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ".

===

خبر لمبتدأ محذوف؛ تقديره: هي أي: تلك السورة التي هي أعظم السور؛ كما صرح به في رواية معاذ في سورة الأنفال.

(وهي) أي: وتلك السورة التي هي (الحمد لله رب العالمين) (السبع المثاني) أي: المسماة بالسبع المثاني، سميت بالسبع؛ لأنها سبع آيات؛ كسورة الماعون لا ثالث لهما.

وقيل للفاتحة: (المثاني): لأنها تثنى على مرور الأوقات؛ أي: تكرر فلا تنقطعُ، وتُدْرس فلا تَنْدرس.

وقيل: لأنها تثنى في كل ركعة، أي: تعاد، أو أنها يثنى بها على الله تعالى، أو استثنيت لهذه الأمة لم تنزل على من قبلها.

فإن قيل: في الحديث: (المثاني)، وفي القرآن: {سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي} (١).

أجيب: بأنه لا اختلاف بين الصيغتين إذا جعلنا (من) للبيان.

(و) هي أيضًا (القرآن العظيم الذي أوتيته) أي: أعطيته دون غيري من الأنبياء، قال التوربشتي: إن قيل: كيف صح عطف القرآن على (السبع المثاني) وعطف الشيء على نفسه مما لا يجوز عندهم.

قلنا: ليس كذلك، وإنما هو من باب ذكر الشيء بوصفين أحدهما معطوف على الآخر؛ والتقدير: آتيناك ما يقال له: السبع المثاني والقرآن العظيم؛ أي: الجامع لهذين النعتين.

وقال الطيبي: عطف (القرآن) على (السبع المثاني) المراد منه: الفاتحة؛ من باب عطف العام على الخاص؛ تنزيلًا للتغاير في الوصف منزلة التغاير في الذات، وإليه أومأ صلى الله عليه وسلم بقوله: (ألا أعلمك أعظم سورة في


(١) سورة الحجر: (٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>