للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي؛ فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ .. ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ .. ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ،

===

(عن أبي صالح) ذكوان السمان المدني، ثقة، من الثالثة، مات سنة إحدى ومئة (١٠١ هـ). يروي عنه: (ع).

(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) فيما يروي عن ربه: (يقول الله سبحانه) وتعالي: (أنا عند ظن عبدي بي) ومعية الرب مع عبده: صفة ثابتة له تعالى، نثبتها ونعتقدها، لا نكيفها ولا نمثلها ولا نعطلها ولا نؤولها تأويلًا تفصيليًا، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

(وأنا معه حين يذكرني) بامتثال أوامري واجتناب نواهي (فإن ذكرني في نفسه) أي: سرًّا أو خاليًا منفردًا من الناس .. (ذكرته في نفسي) بما أعد له من قرة أعين مما لم يطلع عليه أحد من خلقي (وإن ذكرني) بما ذكر آنفًا (في ملأ) من الناس .. (ذكرته في ملأ خير منهم) أي: من ملثه؛ وهم الملائكة.

قال بعضهم: ويحتمل أن المراد بهذا: الجهر، وبالأول: السر، ويحتمل أن المراد بالأول: الذكر حال الوحدة، وهنا: الذكر مع الكثرة الشاغلة عنه.

وقيل: قوله: (أنا عند ظن عبدي) معناه: ظن الإجابة عند الدعاء، وظن القبول عند التوبة، وظن المغفرة عند الاستغفار، وظن قبول الأعمال عند فعلها على شروطها متمسكًا بصادق وعده وجزيل فضله.

<<  <  ج: ص:  >  >>