للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وعدم استجابة الدعاء دليل على أن الداعي لم ينتفع بعلمه وعمله، ولم يخشع قلبه، ولم تشبع نفسه، ذكره علي القاري. انتهى من "العون" (٤/ ٢٨٥) في كتاب الصلاة، باب الاستعاذة.

والمعنى التفصيلي لهذا الدعاء: (اللهم؛ إني أعوذ بك من علم لا ينفع) أي: من علمٍ لا أعَملُ به، ولا أُعْلم به الناسَ، ولا يهذبُ الأخلاقَ والأقوالَ والأفعال، أو من علم لا يحتاج إليه، أو علم لم يرد في تعلمه إذن شرعي. انتهى "تحفة".

والحاصل: أن العلم الذي لا ينفع هو العلم الذي لا يعمل به - أعاذنا الله تعالى منه - وعدم النفع عام، سواء كان مصحوبًا بالضرر؛ كما في مخالفة أوامر الشرع بعد علمها، أو لم يكن مصحوبًا به؛ كترك المندوبات بعد علمها؛ فإنه لا إثم فيه، ولكنه خال عن النفع، وفي الحديث: (العلم الذي لا يعمل به كالكنز الذي لا ينفق منه؛ أتعب صاحبه بنفسه في جمعه، ثم لم يصل إلى نفعه) رواه ابن خير الناس في "فهرسته" (ص ٥).

(ومن قلب لا يخشع) أي: لا يَسْكُنُ ولا يطْمَئِنُّ بذكر الله تعالى (ومن نفس لا تشبع) أي: بما آتاها الله تعالى، ولا تقنع بما رزقها، ولا تَفْتَرُ عن جَمْعِ المالِ؛ لما فيها من شدة الحرص، أو من نفس تأكل كثيرًا، قال ابن الملك: أي: من نفس حريصة على جمع المال وتحصيل المناصب.

(ومن دعاء لا يسمع) بصيغة المبني للمجهول؛ أي: لا يستجاب.

قال النووي: هذا الحديث وغيره من الأدعية المسجوعة دليل على ما قاله العلماء: إن السجع المذموم في الدعاء هو المتكلف به؛ فإنه يذهب الخشوع والخضوع والإخلاص، ويلهي عن الضراعة والافتقار وفراغ القلب، فأما ما حصل

<<  <  ج: ص:  >  >>