وعلى قول من قال: ينتقض - وهو الراجح عند أصحابنا - يحمل هذا اللمس على أنه كان فوق حائل، فلا يضر. انتهى.
(وهو) أي: لمسته بيدي بطن قدميه، والحال أنه صلى الله عليه وسلم (في المَسْجَدِ) - بفتح الجيم - أي: كائن في السجود، فهو مصدر ميمي، أو في الموضع الذي كان يصلي فيه من حجرتي، فيكون ظرف مكان؛ لأن الفتح هو القياس فيه مطلقًا؛ أي: في مصدره وظرفه؛ لأنه من باب فعل يفعل؛ كنصر ينصر بالضم في عين مضارعه، وروي بكسرها على الشذوذ؛ كما بسطنا الكلام في هذا المقام في كتابنا:"مناهل الرجال ومراضع الأطفال" فراجعه إن أردت تحقيقه.
(وهما) أي: والحال أن قدميه المباركتين (منصوبتان) أي: قائمتان لا مفروشتان على الأرض؛ كما هو هيئة القدمين عند السجود (وهو) أي: والحال أنه صلى الله عليه وسلم (يقول) في سجوده: (اللهم؛ إني أعوذ) وأتحصن (برضاك من سخطك) أي: من غضبك (وبمعافاتك) أي: وأعوذ بأمنك من كل المكاره (من عقوبتك) وبلائك (وأعوذ بك) أي: بذاتك (منك) أي: من عقوبتك (لا أحصي ثناء عليك) أي: لا أطيق إحصاء ثناءٍ لك ولا أطيق معرفته (أنت كما أثنيت على نفسك) أي: أنت موصوف بالثناء الذي أثنيت به على نفسك قبل وجود الكائنات بقولك: نعم المولى، ونعم النصير، ونعم الوكيل.
قال القاضي رحمه الله تعالى: و (معافاته) و (عقوبته) من صفات أفعاله، فاستعاذ من المكروه منهما إلى المحبوب، ومن الشر إلى الخير.